الخميس، 20 أبريل 2017



 أية حمادة محمدعلام حسنين


الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الفئات الخاصة

مقدمة عامة عن الخدمة والرعاية الاجتماعية:  
نبتت الرعاية الاجتماعية في انجلترا و أمريكا في ظل المفاهيم المسيحية ولذا نجد أن مظاهر تلك الرعاية بدأت بمساعدات من أهل الخير وقيادة الكنائس والأديرة لها لتنتشر فيما بعد جمعيات أهليه للاحسان تضم جماعات من محبي الخير وذوي النفوس الطيبة للإسهام في أعمال الخير ثم تطور الأمر إلى نهضة اجتماعية شاملة قادتها الحكومات في نطق التشريع والتنظيم والتخطيط .
       ويمكن أن نميز هذا التطور من خلال ثلاث مراحل هي :
المرحلة الأولى : مرحلة الإحسان غير المنظم والمساعدات التلقائية :
           ـ نشط فيها الوازع والنزعة الفطرية التلقائية للمساعدة .
                 ـ ظل هذا الشكل هو السائد لفترة طويلة .
                 ـ غالبا ما كانت تأخذ شكل المعونات العينية و المادية .
                 ـ تتسم بعدم التنظيم وعدم الكفاية
المرحلة الثانية : مرحلة الإحسان شبه المنظم :  
                 ـ تتسم هذه المرحلة بنزول الأديان السماوية التي حثت على تقديم المساعدة للفقراء .
                 ـ توالى ظهور الجمعيات الدينية و الخيرية ذات الطابع الديني التي كفلت توفير الخدمات .
المرحلة الثالثة :  مرحلة الإحسان المنظم :
      ـ أهم ما يميز هذه المرحلة تدخل الحكومات في توفير الخدمات الاجتماعية.

الرعاية الاجتماعية  Social welfare
الرعاية مفهوم أخلاقي مبني عن الحياة الجيدة وعن العدالة والحرية. وتختلف وجهات النظر في تحديد هذا المفهوم، كما تختلف المجتمعات في تطبيق مصطلحاته ومفاهيمه، بناءً على الدلالة الواسعة أو الضيقة للخدمات المقدمة ومستحقيها.
يقصد بالدلالة الواسعة للرعاية الاجتماعية:
كافة الأنشطة والبرامج التي توفر سبل رغد العيش  من النواحي النفسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتؤدي إلى رفاهية المجتمع.
وفي ضوء هذا المدلول تعرف هيئة الأمم المتحدة الرعاية الاجتماعية بأنها: حالة من الرفاهية الجسمية والعقلية والاجتماعية وليست مجرد التخلص من مشاكل اجتماعية وعلل مرضية معينة.
س: هل جميع المجتمعات تطبق المفهوم الشامل للرعاية الاجتماعية؟   لا    
لماذا؟  لأن المجتمعات التي تتميز بسياسة تعترف بمبادئ تقسيم العمل، أو البقاء للأصلح تناقض وتخالف مدلول هذا التعريف.
المفهوم الضيق:
ويقصد به جميع الجهود والخدمات والبرامج المنتظمة- الحكومية والأهلية والدولية – التي تساعد الضعفاء أفراد وجماعات على اشباع حاجاتهم الأساسية، وتأمين الكفاية لهم ، وذلك عندما تعجز النظم الاجتماعية مثل (النظام الأسري)، عن تأدية أدوارها .
وهذا المفهوم هو الذي تأخذ به كثير من دول العالم في تحديد نوع الخدمات والبرامج التي تتضمنها مؤسسات الرعاية الاجتماعية ووزارات الشؤون الاجتماعي. (مكتب المتابعة،1991)

الخدمة الاجتماعية Social work  
الخدمة الاجتماعية في مفهومها المعاصر مهنة  متخصصة لها أساليبها العلمية، ظهرت في أوائل القرن العشرين، كاستجابة حتمية لحاجات الإنسان، وأصبحت من أهم المناهج العلمية والأساليب الفنية التي تستخدم في المجتمعات الإنسانية، بقصد التدخل الواعي المخطط لإحداث تغيرات مقصودة، تهدف إلى توافق الإنسان نفسياً واجتماعياً وتحسين أدائه الاجتماعي لأدواره الاجتماعية .

وما المقصود بالفئات الخاصة؟  Special Groups
الفئات الخاصة اصطلاح يطلق على فئة أو مجموعة من الأشخاص تتسم شخصياتهم بصفات وخصائص غير سوية،  قد تعمل على إعاقة نموهم وتفاعلهم وتوافقهم النفسي والاجتماعي، مما يحول بينهم وبين المساهمة الإيجابية في الحياة.
والمعاقين على مر القرون كانوا – وما زالوا يطلق عليهم الأعمى والأعرج والكسيح والأطرش والأخرس والمجنون، وبدأت تتغير التسميات منذ منتصف القرن العشرين بدأت حيث أطلق عليهم المقعدين      Cripples ثم تغيرت التسمية إلى ذوي العاهات، على أساس أن كلمة الإقعاد توحي بتحديد المصطلح على مبتوري الأطراف أو المصابين بالشلل، أما العاهة Deformity فهي أكثر شمولاً لمدلول العيوب أو الإصابات. ثم ظهر مصطلح العاجزين  Handicapped أي تكبيل اليدين ، ثم تطورت النظرة وتغير المسمى على أساس أن العجز Deficiency  نسبي وليس مطلق،وجزئي وليس كلي. ثم ظهر مسمى المعوقين Disabled أي عدم القدرة، واستبدل مسمى المعوقين بالمعاقين، لأن المعوقين كمصطلح لغوي يعني تعويق الآخرين وشغلهم، ثم ظهر مصطلح الفئات الخاصة Special groups ، ثم ظهر مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة People with Special needs

التطور التاريخي لنظم الرعاية الاجتماعية للمعاقين:     
الرعاية الاجتماعية في عصر قدماء المصريين:
لم تكن الديانات الفرعونية تسعى لمساعدة الضعيف وصاحب الحاجة، بل ساهمت في استغلال فئة الفلاحين الكادحة والعمال بواسطة الحكام ورجال الدين، فكان إنتاج الأرض يجمع ويودع ويخزن في صوامع ومخازن الفراعنة، ولم يستطيع الفلاح المسكين  أن يحصل على ثمرة جهده وكان يشقى للغير، أما مظاهر الرعاية الاجتماعية فقد كان يقدمها الأغنياء من أفراد الشعب بواجب الصدقة واستجابة لإرضاء القوى المقدسة عندهم، فكانوا يوزعون جزءاً من غلالهم على الفقراء والمساكين والأرامل والعجزة.
الرعاية الاجتماعية في عصر الإغريق والرومان:
تقوم فلسفة الرعاية الاجتماعية في المجتمعات الإغريقية والرومانية  على "مبدأ البقاء للأصلح"، حيث تعتقد سياسة الدولة بأن سلامتها ترتبط بسلامة أفرداها وقوة أجسامهم ومهارتهم الحربية، وفي ضوء هذا الاعتقاد فوضت الآباء بالتخلص من الأبناء الضعفاء في البنية ومن ذوي العاهات، ويقوم أسلوب التخلص على القتل، و الهلاك في الجبال باستخدام السلاسل المقيدين بها.
يسيطر على المجتمعات اليونانية الطبقية والثنائية، (فئة الأسياد (الأشراف) (وفئة العبيد والعمال)
وبسبب ثورات العبيد ظهرت بعض الاتجاهات الإنسانية من قبل الأغنياء وذلك بتوزيع القمح على الشعب المتضرر جوعاً، وكانت الدولة الرومانية بين الحين والآخر توزع المساعدات على الفقراء والمعوزين وتساعد الأسر المنكوبة.
وفي إسبرطة يشيع فيها الثنائية،  فئة الأقلية الحاكمة/  وفئة الأغلبية المحكومة. وتتبع الدولة نظام التدريب العسكري على عامة الشعب حيث تعامل الأسر كآلات إنتاج للدولة، وتجبرهم على زيادة النسل والزواج المبكر، وتأخذ الأطفال الأقوياء وتدربهم لتوجد منهم الشخصية التي ترغبها الدولة.

الرعاية الاجتماعية في المجتمع العربي قبيل الإسلام:
كانت الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام تضم قبائل متناثرة ومتناحرة من بدو رحل يتنقلون طلباً للماء والكلأ، باستثناء مجتمع اليمن ومكة، وكانت طبيعة الحياة وقسوتها لا ترحم فقير ولا معاق في مجتمع القبائل المتنقلة، حيث تترك القبيلة معاقها ومريضها خلفها في المنازل ولا تنقله معها لأنه لا أحد يقدر على تقديم الرعاية.
أما مجتمع مكة الجاهلي فكان شبيه بحضارة مصر الفرعونية، حيث يسيطر عليها الطبقية، أشراف وعبيد، وكانوا يتخلصون من البنات الأسوياء والمعاقات والمشوهات عن طريق وأدهم. أما الأولاد المعاقين والمكفوفين فكانوا موضع سخرية عند القوم.
وتتحدد الرعاية الاجتماعية في الجاهلية في مواقف فردية مؤقتة مبنية على أعراف وعادات في الرجولة والحلم والعفو عند المقدرة و إغاثة الملهوف ونصرة العصبية.

تتمثل مظاهر الرعاية الاجتماعية قبل ظهور الأديان السماوية: في التخلص من الضعفاء والمعاقين والمشوهين عن طريق عزلهم عن المجتمع، وقتلهم وتكبيلهم بالسلاسل والسخرية منهم، ووأد البنات.
الرعاية الاجتماعية في الشرائع السماوية:
أكدت جميع الأديان السماوية على ضرورة الاهتمام بالفقراء والضعفاء والأرامل والأيتام وذوي العاهات وتقديم المساعدة لهم لحفظ كرامتهم.
اهتمت الديانة اليهودية برعاية الفقراء والمساكين والأرامل واليتامى .
اهتمت الديانة المسيحية برعاية العجزة وذوي العاهات، وكان المسيح يخرج إليهم فيباركهم باسم الرب ويشفيهم من أمراضهم أو عجزهم. قال تعالى: ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله.
ودعا الإسلام إلى الرفق بالمرضى وعدم إرهاقهم، كما دعا إلى حسن معاملة المعوقين.
وقد عني الخلفاء والحكام المسلمون برعاية المرضى والمعوقين والمحتاجين، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من سن شريعة اجتماعية لحمايتهم، وامتدت في عهد الخلافة الأموية والعباسية، على يد عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز وغيرهم، بتوفير الرعاية الاجتماعية لهم، وتمثل صور من العطف والتعاطف على المرضى.
وتستند الرعاية الاجتماعية في الإسلام على الأركان التالية:
1.    حرية الإنسان وتحرره الوجداني.
2.    العدل والمساواة الإنسانية.
3.    الإحسان.
4.    التكافل الاجتماعي.

وتقوم نظرة الإسلام إلى المعاق على أسس أهمها:
1.    حفظ كرامته.
2.    حقه في المساواة والعدل.
3.    العمل بحدود طاقاته واستعداداته.
4.    على المجتمع واجب رعايته والاهتمام به.
5.    الأخذ بالأسباب والتوكل على الله والصبر والاحتساب.
التطور التاريخي لرعاية المعاقين في المملكة العربية السعودية
u  تنطلق سياسة الدولة السعودية من مبادئ الشريعة الإسلامية التي تكفل حق المواطن وأسرته في حالة الطوارئ والمرض والعجز والشيخوخة، وتدعم نظام الضمان الاجتماعي، وتشجع المؤسسات والأفراد على المساهمة في الأعمال الخيرية.
وقد كانت بداية الاهتمام بالمعاقين مع بداية أول خطة تنموية لبرامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية نفذتها المملكة عام 1390هـ
u  وفي نفس العام أنشأت وكالة الوزارة للشئون الاجتماعية وحدة صغيرة للتأهيل المهني للمعاقين في مركز الخدمة الاجتماعية بالرياض.
u  وفي عام 1394هـ أفتتح أول مركز رسمي لتأهيل المعاقين، ويمنح كل معاق يلتحق بالمركز مكافأة شهرية.
ويوضح قرار مجلس الوزراء  الصادر برقم 715  أسس وقواعد التأهيل على النحو التالي:
تتولى وزارة الصحة ابتعاث المعاقين حركياً، وحالات الصرع، والذين يحتاجون لرعاية صحية. إنشاء مراكز لرعاية الأمومة والطفولة.
وتنص اللائحة الأولى لبرامج التأهيل على إنشاء إدارة للتأهيل المهني تتولى المهام التالية:
1- وضع ومتابعة السياسة العامة لبرامج التأهيل المهني للمعوقين، وإجراء البحوث للتطوير.
2- توفير الخدمات الخاصة بالمعاقين ووسائل تأهيلهم.
3- إعداد المعوقين للعمل.


السياسة العامة في المملكة العربية السعودية لبرامج تأهيل المعاقين:
u  وضع برامج لتأهيل القادرين مهنياً من الذكور والإناث .
u  وضع برامج أخرى للمحتاجين إلى رعاية صحية ونفسية وتأهيل من يصلح منهم اجتماعياً.
u  وضع برنامج للمعوقين جسمياً وعقلياً لتأهيلهم مهنياً، واستغلال ما تبقى لديهم من قدرات واستعدادات خاصة بالدراسة والتدريب المهني لإعادة تكيفهم نفسياً واجتماعياً ومهنياً.
u  نقل الأقسام المهنية بمعاهد النور التابعة لوزارة المعارف إلى وزارة الشئون الاجتماعية.
u  منح إعانات لأسر المعاقين لمساعدتهم على رعاية أبنائهم المعاقين.
u  تخفيض رسوم السفر على الطائرات والقطارات والنقل الجماعي إلى 50%. 

أهداف سياسة المملكة في رعاية وتأهيل المعاقين
u  تنمية وتدريب القدرات المتبقية لدى المعوقين لاستثمارها في اكتساب الخبرات والمعارف والمهارات المناسبة.
u  تزويدهم بالمعرفة بقدر ما تسمح به ظروف كل فئة من فئات المعوقين.
u  الكشف عن استعداداتهم وميولهم وتنميتها وإكسابهم المهارات الأساسية للحياة اليومية.
u  تأهيلهم لاكتساب مهارات مهنية معينة تتناسب مع قدراتهم وميولهم وظروفهم وفق خطط مدروسة وبرامج مطورة.
u  توفير الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية التي تساعد المعوقين على التكيف في المجتمع.
u  إزالة العوائق التي تحول دون مشاركتهم في أنشطة المجتمع سواء الثقافية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. 





مفاهيم ترتبط برعاية الفئات الخاصة:
مفهوم الرعاية الاجتماعية للمعاقين Social welfare
تعرف الرعاية الاجتماعية بأنها: تلك الأنشطة والبرامج الحكومية والأهلية، الدولية والمنظمة والهادفة، التي تقوم بها المؤسسات الاجتماعية، وتقدمها للأشخاص المعاقين، والتي تستهدف استغلال الطاقات المتبقية للفرد المعاق إلى أقصى قدر ممكن من خلال عملية التأهيل لحفظ حقه وكرامته في الحياة مساواة بغيره من العاديين. ولا تقتصر الرعاية الاجتماعية على المعاق بمفرده وإنما تمتد لتشمل البيئية المحيطة به من أسرة وعمل ليصبح أكثر قدرة على العطاء والاندماج في المجتمع.
مفهوم الإعاقة: Disability  أو العجز Handicap
تختلف وجهات النظر حول تحديد مفهوم الإعاقة،ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها: تعدد أنواع الإعاقة، تعدد أسبابها ،تنوع التخصصات المهنية العاملة في مجالها.
تعرف الإعاقة بأنها:" العلة المزمنة التي تؤثر على قدرات الفرد (جسمياً أو نفسياً) فيصبح نتيجة لذلك غير قادر على أدائه الاجتماعي، قد تكون الإعاقة جزئه أو تامة في نسيج أو عضو أو أكثر، وقد تكون مؤقتة أو دائمة، متناقصة أو متزايدة."
و تحدد منظمة الصحة العالمية WHO  عام 1980 مفهوم الإعاقة:
 بأنها "حالة من عدم القدرة على تلبية الفرد لمتطلبات أداء دوره الطبيعي في الحياة، المرتبط بعمره وجنسه وخصائصه الاجتماعية والثقافية، وذلك نتيجة الإصابة أو العجز في أداء الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية".
 وتحدث الإعاقة أو العجز على ثلاث مراحل:
1-             الإصابة أو حدوث العامل المسبب Impairment
2-             القصور الوظيفي Functional Limitation
3-             الإعاقة والعجز Disability
إصابة الفرد                          قصور وظيفي                         حالة إعاقة
حادث/مرض                        أو شذوذ عن عيب خلقي             أو عجز








 
                                الانتقال من المرحلة الأولى للثالثة


- تعريف معجم مصطلحات التنمية الاجتماعية:
الإعاقة هي قصور وعدم القدرة في البنيان أو الاستعداد أو الوظائف، وقد تكون بدنية Physical  أو عقلية Mental  أو خُلقية Moral
- تعريف فيكي لويس
الإعاقة هي أي فقد أو انحراف في البناء الجسمي أو العقلي أو النفسي أو الاجتماعي.
تعريف المجلس العربي للطفولة والتنمية:
الإعاقة حالة من القصور أو الخلل في القدرات الجسمية أو الذهنية ترجع إلى عوامل وراثية أو بيئية تعوق الفرد عن تعلم أو أداء بعض الأعمال التي يقوم بها الفرد السليم المماثل له في السن.
- تعريف جمال محمد الخطيب:
الإعاقة حالة انحراف أو تأخر ملحوظ في النمو الجسمي أو الحسي أو العقلي أو السلوكي أو اللغوي أو التعليمي.

مفهوم المعاق: Disable
هو فرد يعاني نتيجة عوامل وراثية/ خلقية ،أو بيئية مكتسبة من قصور جسمي أو عقلي يترتب عليه آثار اجتماعية أو نفسية، ويعوق أدائه الاجتماعي.

مفهوم الأداء الاجتماعي: Social function
 "هو أداء الفرد لمسئولياته تجاه المواقف البيئية المتطلبة وتجاه نفسه"
وتتضمن هذه المسئوليات ما يلي:
1- مقابلة الاحتياجات الأساسية للفرد نفسه أو المسئول عنهم أو المتفاعل معهم وتتضمن هذه الاحتياجات الجوانب التالية:
أ- الاحتياجات المادية الملموسة ( الطعام- المسكن- الأمان- الرعاية الصحية – الحماية ..الخ)
ب- الاحتياجات الاجتماعية النفسية وترتبط:
ج-  الإحساس بالانتماء – الاهتمام المتبادل والعلاقات الاجتماعية
2- الشعور بالذاتية وتتضمن (الثقة بالنفس- احترام الذات- الشعور بالهوية)
3- أن يكون للفرد أداء ومساهمات إيجابية في المجتمع.


مفهوم الإعاقة النفسية: Psychological Disability  
هي عجز في الشخصية لدى الفرد، مما يؤثر سلبياً على قدرته على التعلم والتكيف الاجتماعي.

مفهوم الشخصية: Personality
يشير مفهوم الشخصية إلى الصفات التي تميز شخصاً عن غيره .
ويعرف بيرت Bert الشخصية بأنها ذلك النظام المتكامل من الدوافع والاستعدادات الجسمية والنفسية والفطرية والمكتسبة الثابتة نسبياً التي تميز فرداً معيناً وتحدد أساليبه في تكيفه مع البيئة المادية أو الاجتماعية.
ويعرف ديبرن Dubrin الشخصية بأنها النمط المتفرد لسمات الفرد في تفاعله مع الآخرين، والذي يميزه عنهم في سلوكه ومشاعره وتفكيره.
ما مكونات الشخصية؟
تتكون الشخصية من أربع جوانب:
- الجانب العقلي /عرفية .                             الجانب الجسمي بيولوجية
- الجانب النفسي الانفعالي/مزاجية                   الجانب الاجتماعي/ علاقية

العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية:
1-             العوامل الوراثية: وهي الصفات الوراثية التي يتوارثها الشخص من والديه وأجداده.
2-             الوظائف الفسيولوجية للأعضاء: تقوم أعضاء الجسم بوظائف فسيولوجية كل عضو يقوم بوظيفة خاصة به فعلى سبيل المثال: عندما يتعطل البنكرياس لا يستطيع أن يقوم بوظيفته (إفراز هرمون الأنسولين) وبالتالي يحدث خلل في عملية التمثيل الغذائي، يؤدي إلى عدم توازن الجسم، وأي خلل في الغدد يؤثر في تكوين وصفات الشخصية وتظهر في الصفات الانفعالية للشخصية.
3-             العوامل البيئية: يتأثر الفرد بالبيئة المحيطة به سواء كانت الأسرة أو المدرسة أو العمل أو جماعة الرفاق.



تصنيفات الفئات الخاصة:
1- المعاقون جسمياًً: وتشمل الفئات الإعاقة الجسمية  الفئات التالية:
أ/ المكفوفون وضعاف البصر:
كف البصر قد يكون كلياً أو جزئياً، وقد يكون نتيجة لأسباب عضوية وراثية أو بيئية مكتسبة نتيجة حادث أو مرض (تراكوما وغيرها من أمراض الرمد) أو نتيجة لنقص فيتامين أ بسبب سوء التغذية .و قد يكون العمى هستيري نتيجة لاضطرابات انفعالية.
أما حالات ضعف البصر فتتراوح درجات ضعف البصر بين 20/70، 20/200 للعين الأقوى باستخدام النظارة، أما ما يقل بصره عن ذلك يعتبره القانون أعمى.
ب/الصم وضعاف السمع:
 الصمم قد يحدث خلقياً موروثاً قبل الولادة أو أثناء فترة الحمل نتيجة لإصابة الأم بالحصبة الألمانية أو اختلاف عامل الدم. وقد يحدث بسبب عوامل مكتسبة نتيجة للإصابة بفيروس أو خلل في الجهاز السمعي أو الغدة الدرقية.
وإذا حدث الصمم قبل الولادة أو بعدها مباشرة يصاب الفرد بالبكم، أما إذا حدث الصمم بعد تعلم الكلام فيستطيع الفرد على الاتصال اللفظي واللغوي.
ويتراوح ضعف السمع بين 20-60 وحدة صوتية، ويعتبر أصم إذا زادت قوة السمع على 92 وحدة صوتية وإذا أصيب بتلف تام في الأذن الوسطى والداخلية.
ج/ عيوب النطق والكلام:
وتحدث عيوب النطق نتيجة لأسباب وراثية قبل الولادة أو لأسباب مكتسبة بعد الولادة وقد يكون عضوي أو نفسي.
وتشمل عيوب النطق والكلام فئات مختلفة منها العجز الكلي عن الكلام أو القصور الجزئي، أو فقدان القدرة على النطق بدرجاتها المختلفة، التأتأة الفأفأة
د/ الإعاقات الحركية:
 تحدث الإعاقات الحركية نتيجة لأسباب وراثية أو بيئية مثل: حالات الشلل المخي أو شلل الأطفال، أو بتر الأطراف أو أكثر نتيجة حادث أو مرض أو تشوه في العظام أو ضمور في العضلات ..الخ
هـ/ حالات التشوه:
 وتصيب الفرد نتيجة الوراثة أو تكون بيئية مكتسبة لأسباب مرضية أو حوادث، وقد تصيب الوجه أو أحد أجزاء الهيكل العظمي أو العضلي أو الأطراف أو شق سقف الحلق.
و/ الأمراض المزمنة:
 كالحالات الشديدة لأمراض القلب والسل والسكري والفشل الكلوي والسرطان وبعض حالات الحساسية.

2- المعاقون عقلياً: ويشمل:
أ/ التخلف العقلي Mentally Retarded
ويتضمن التخلف العقلي الفئات التالية:
- فئة المورون أو المأفوفين وهذه الفئة قابلة للتعليم ويتراوح مستوى ذكائها بين 75-50 درجة وتمثل تخلف عقلي بسيط، وتستطيع من خلال الرعاية والتدريب أن تنتج في ظروف العمل العادية.
- فئة البلهاء وهذه الفئة قابلة للتدريب ويتراوح مستوى ذكائها بين 50-25 درجة وتمثل تخلف عقلي متوسط، ولا يمكن لها أن تنتج في ظل الظروف العادية، وتحتاج إلى رعاية وظروف خاصة تعد لها.
- فئة المعتوهين ويقل مستوى ذكائها عن 25 درجة وتمثل التخلف العقلي الشديد، وتحتاج هذه الفئة إلى عناية ومراقبة شديدة  .
ب/ مرضى العقول Mental Disorders
وهي حالات تتضمن:
اضطرابات عقلية مثل: الزهيمر أوالعته والحالات الذهانية  كالفصام والبارانويا والاكتئاب الشديد..الخ
اضطرابات انفعالية مثل: الحالات العصابية كالهستريا بأنواعها.
اضطرابات الشخصية مثل: الشخصية السيكوباتية (المضادة للمجتمع) الشخصية الاضطهادية .

3- المعاقون اجتماعياً:
وتظهر الإعاقة في الجوانب الخلقية والسلوكية كحالات الجناح والانحرافات الجنسية (مرضى السلوك السيكوباتي المضاد للمجتمع) والمجرمين، ، والمدمنين ومجهولين الأبوين وغيرها.



4- متعددو الإعاقة:
وهي حالات أفراد يعانون من أكثر من إعاقة واحدة كالشلل مع التخلف العقلي، أو إعاقة حركية أو جسمية مع عيوب الكلام.

5- التوحد: اضطراب في النمو، يظهر فيه الفرد عدم الاهتمام بالعالم الخارجي، وعدم القدرة على الارتباط بالناس وبالأشياء بفاعلية، حيث يعتقد بأنه يركز اهتمامه بالكامل إلى رغباته وأحاسيسه الداخلية.
ومن أعراضه عجز في المهارات الاجتماعية وصعوبة التواصل والاتصال مع الآخرين، واستجابات غير عادية للأحاسيس..  
   
6- قلة الانتباه مع فرط الحركة المصحوب بالاندفاعية: هو حالة مزمنة تتسم بمستويات غير ملائمة من نقص الانتباه، والنشاط الزائد والاندفاعية، وله تأثير على الأداء النفسي للطفل والمراهق، والفرد الذي يعاني منه يظهر قدرة أكاديمية منخفضة، وضعف في التحصيل الأكاديمي إلى جانب العديد من المشكلات التي تتعلق بالعلاقات مع الرفاق وتدني مفهوم الذات.

7-  متلازمة داون: وهو ما يعرف سابقاً بالمنغوليه Mongolism ويعتبر شكل خلقي من أشكال التأخر العقلي، وغالباً يتسم المصاب بتلك المتلازمة بتسطح الوجه، واتساع في حدقة العين مع انحرافها، مع صغر في الجمجمة، إضافة إلى لين في المفاصل، ويعود ظهور هذا التأخر العقلي إلى وجود كروموزم إضافي في الجينات.

8- الموهوبين: الأطفال الموهوبين بأنهم أولئك الأطفال الذي يتم تحديدهم والتعرف عليهم من قبل أشخاص مهنيون مؤهلون والذين لديهم قدرات عالية والقادرين على القيام بأداء عالي ويحتاجون إلى برامج تربوية مختلفة وخدمات إضافة إلى البرامج التربوية العادية التي تقدم لهم في المدرسة وذلك من أجل تحقيق مساهماتهم لأنفسهم والمجتمع .
-
كذلك يعرف (رينزولي) الطفل الموهوب بأنه ذلك الفرد الذي يظهر قدرة عقلية عالية على الإبداع وقدرة على الالتزام بأداء المهمات المطلوبة منه .


أسباب الإعاقة
 الإعاقة مشكلة متعددة في أبعادها ومتداخلة في جوانبها، حيث يتشابك الجانب الطبي بالاجتماعي والنفسي والتعليمي ولتأهيلي،بصورة يصعب الفصل بينها.
وسلوك الإنسان هو نتاج الوراثة والبيئة معاً، ويبدأ تأثير العوامل منذ اللحظة الأولى في تكوين الخلية داخل رحم المرأة. ومن العوامل التي تتسبب في حدوث الإعاقة ما يلي:

1-العوامل الوراثية :
تحدث بسبب انتقال الجينات الوراثية من الوالدين الحاملين لصفة المرض إلى الأبناء، عن طريق الدم.
ويتم توارث الأمراض الوراثية من الوالدين إلى الأبناء والبنات عن طريق تناسل المادة الوراثية (الحقيبة الوراثية) يكون في إحدى طرفيها اعتلال المادة الوراثية بنسبة ضئيلة وفيها تكوِّن العوامل المعدية النسبة الغالبة وفى الجانب الأخر تمثل الاعتلالات الوراثية الغالبية العظمى للأسباب المرضية
كيف يتم توارث الصفات المرضية؟
يتم توارث الصفات المتنحية من الآباء والأمهات وينعكس النمط الجيني كمرض في النمط الظاهري في حالة تماثل المورثات كجينات معتلة . و" تتنحى" فيه الصفة المعتلة في النمط الظاهري فلا تظهر كمرض (حيث تغلب عليها الصفة السائدة السليمة التي تتواجد معها)0
 ويعود هذا النمط في التوارث للصفات في مرحلة زوجيات الصبغيات الثلاثة والعشرين المتواجدة لدى الأم (في البويضة) والأب (في الحيوان المنوي) فإن تم التلقيح بين الأمشاج الذكرية (الحيوان المنوي) والأنثوية (البويضة) الحاملين للمورثات المعتلة، كان نتاج ذلك وليد معتل (مريض) لوجود المورثات المعتلة وغياب المورثات الصحيحة لديه.

2- العوامل البيئية:
وهي الظروف التي تحدث أثناء فترة الحمل سواء (قبل الولادة) أو أثناء الولادة أو بعد الولادة ، والقيم السائدة في المجتمع، والكوارث والحروب ، والجهل والفقر وسوء التغذية جميعها تشكل عوامل بيئة مكتسبة قد تتسبب في حدوث الإعاقة.


وتقسم أسباب الإعاقة فيها إلى مجموعات :
1- أسباب ما قبل الولادة Pre-Natal Causes        
وتشمل العوامل الجينية الوراثية والعوامل البيئية التي تؤثر على الجنين أثناء فترة الحمل
ومنها:
*   إصابة الأم الحامل بالأمراض كمرض الحصبة الألمانية، قد يؤدي إلى تعرض الجنين لإصابات في العين والقلب والمخ. ومرض الزهري حيث يؤدي فيروس المرض إلى تلف الجهاز العصبي للجنين وقد ينتج عنه إعاقة عقلية أو سمعية أو بصرية أو جسمية.
*   استخدام الأم الحامل لبعض العقاقير الضارة، أو تعاطي المشروبات الكحولية.
*   تعرض الأم الحامل للأشعة السينية، يؤدي إلى تلف الخلايا الدماغية للجنين.
*   إصابة الأم بتسمم الحمل( ارتفاع ضغط الدم- تورم الجسم)
*   سوء تغذية الأم ( نقص الكالسيوم/ الفيتامينات)
*    اضطرابات التمثيل الغذائي/ اضطرابات إفرازات الغدد الصماء.
*   تعرض الأم لتلوث البيئية الناتج من الغازات السامة لمخلفات الحروب أو المصانع وغيرها
2- أثناء الولادة:  Peri -  Natal Causes
وتتضمن مجموعة العوامل البيئية التي تؤثر على الجنين أثناء فترة الولادة. ومنها:
*   الولادة المتعسرة، يحدث عنها نقص أكسجين يترتب عليه إعاقة عقلية.
*   الولادة المبكرة.
*   إصابة رأس الجنين أثناء الولادة، من خلال استخدام الأدوات المساعدة كالشفط.
*   اختناق الجنين.
3- بعد الولادة: Post  -Natal Causes
وتمثل جميع العوامل البيئية التي تؤثر على الطفل بعد الولادة وتؤدي إلى حالات الإعاقة ومنها:
*   إصابة الطفل بأمراض مثل: الحمى الشوكية/ شلل الأطفال.
*   التهاب السحايا.
*   التعرض للحوادث بشكل عام وما ينتج عنها من إصابات بسبب السقوط من أماكن مرتفعة/ حوادث الطرق/ حوادث العمل/ الكوارث/ الحروب/ ..الخ.
*   أمراض سوء التغذية.
*   التسمم الغذائي أو الدوائي.

مفهوم التأهيل Habilitation
يقصد بالتأهيل إعادة تكيف الفرد في البيئة التي يعيش فيها، إذا ما أصيب بعجز جسمي أو عقلي أو نفسي يعوقه عن أدائه الاجتماعي.
تعرف منظمة الصحة العالمية التأهيل بأنه الاستفادة من الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية من أجل تدريب وإعادة تدريب الأفراد لتحسين مستوياتهم الوظيفية.
أما مصطلح  إعادة التأهيل Rehabilitation فتعرفه منظمة العمل الدولية 1984 بأنه الاستخدام المجمع والمنسق للتدابير الطبية والاجتماعية والتعليمية والمهنية لتدريب وإعادة تدريب حتى أعلى مستوى ممكن من القدرة الوظيفية.
ويُعرف قاموس الخدمة الاجتماعية التأهيل بأنه: "إعادة للحالة السوية وتوظيف للقدرات بهدف الوصول إلى وضع مرضي بقدر الإمكان". ويستخدم الأخصائيون الاجتماعيون هذا المصطلح مع حالات الإعاقة الناتجة عن الحوادث، وحالات المرض، واضطرابات الأداء بصفة عامة، وتقدم عملية المساعدة من خلال المستشفيات، والمؤسسات، والعيادات، والمدارس،والسجون، وتتم عملية المساعدة في العديد من الجلسات، التي تتضمن العلاج الجسمي،والعلاج النفسي، والتدريب، وتغيير أسلوب الحياة.
ويرى سوليفانSullivan  أن التأهيل عملية استرجاع للحالة الجسمية والعقلية والمهنية والمكانة الاجتماعية إلى وضع مرضي، إلى ما كانت عليه قبل الإصابة أو المرض متضمنة الأمراض العقلية، ـ ولا يعني هذا أن تعود الحالة تماماً إلى ما كانت عليه قبل الإصابة أو المرض ـ  وفي نفس الوقت قد تتضمن عملية التأهيل علاجاً للناحية الجسمية والنفسية لتحقيق أهدافاً محددة.

أنواع التأهيل:
1- التأهيل الطبي: يركز على مساعدة المعاق جسمياُ وعقلياً للتغلب على إعاقته من خلال العقاقير الطبية والأجهزة التعويضية.مثل: الأطراف الصناعية – السماعات
2- التأهيل النفسي:يركز على مجموع الخدمات الإرشادية والنفسية التي تساعد الفرد على اتخاذ القرارات المناسبة. ومن أشكاله الإرشاد النفسي/ التوجيه المهني/ العلاج النفسي.
3-  التأهيل الاجتماعيSocial Rehabilitation    
ويهدف إلى إعادة تكيف المعاق لمواجهة الظروف البيئية (الأسرة،العمل، العلاقات الاجتماعية) التي تسببت في إعاقة تكيفه مع المجتمع الذي يعيش فيه.
يستخدم الأخصائي الاجتماعي العلاج البيئي لتعديل الظروف البيئية أو تغييرها لتحقيق التوافق النفسي للمعاق.
4-التأهيل التربوي:
ويركز على تزويد الفرد بعدد من المهارات الأكاديمية اللازمة له كمهارات القراءة والكتابة والحساب والمهارات الأكثر تقدماً من الناحية الأكاديمية واللازمة لكل حالة إعاقة على حدة.
5- التأهيل النفسي الاجتماعي: Psychosocial Rehabilitation     
يسعى التأهيل النفسي الاجتماعي للمرضى بأمراض مزمنة، إلى تحسين نوعية الحياة عن طريق إعادة للحالة الصحية المستقرة، ونظرة إيجابية، وعلاقات شخصية ذات معنى ونشاطات تحقق إشباعاً.
6- التأهيل المهني:
تعرف منظمة العمل الدولية التأهيل المهني بأنه ذلك الجانب من التأهيل المستمرة المترابطة الذي ينطوي على تقديم الخدمات المهنية كالتوجيه المهني والتدريب المهني والتشغيل، مما يجعل المعوق قادراً على الحصول على عمل مناسب والاستقرار فيه.
ويركز على مساعدة الفرد على القيام بعمل ما أو مهنة ما تكفل له تحقيق ذاته وكسب قوته دون أن يكون عالة على أحد من الناحية الاقتصادية.

فلسفة التأهيل:
في بدايات الاهتمام بتأهيل المعاقين في أمريكا عام 1920م كان الجانب المهني هو المسيطر و يهدف إلى إعادة تأهيل المعاقين لدخولهم لسوق العمل عن طريق الاستفادة بما لديهم من طاقات وإمكانات لتحولهم من مستهلكي خدمات إلى منتجين ودافعي ضرائب.
وفي منتصف القرن العشرين تغيرت الفلسفة  من التركيز على الجانب المهني إلى الاهتمام بالجانب الإنساني، ومن خلال هذه النظرة ظهرت مفاهيم عديدة للتأهيل تشمل مفهوم التأهيل المهني والتأهيل النفسي والتأهيل الاجتماعي والتأهيل الطبي، والتي تؤكد على الجانب الإنساني للمعاق ومساعدته في تحقيق ذاته، وذلك من خلال توفير كافة الوسائل التي تساعده ليكون قادر على القيام بعمل ما يحقق استقلالية العيش على قدر إمكاناته، وهذا ما  يؤكد اهتمام الدول بموضوع التأهيل وبرامجه وأنواعه،
ومن العوامل التي ساهمت في ظهور تصور شامل لمفهوم التأهيل المهني – إصدار القوانين والتشريعات التي تكفل حقوق المعاقين في العمل ومنها قانون التأهيل المهني رقم 13/122 المعروف باسم The Rehabilitation, Act في الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من التشريعات في الدول العربية ودول مجلس الخليج.
- حاجة سوق العمل إلى العديد من المهن التي يمكن للمعاق أن يساهم فيها حسب درجة ونوع إعاقته.
- دور المنظمات العالمية في التأكيد على أهمية العمل للمعاق، ومن هذه المنظمات منظمة العمل الدولية، منظمة الصحة العالمية، منظمة الأمم المتحدة، منظمة اليونسيف للطفولة.

أهداف التأهيل:
تهدف عملية التأهيل بمفهومها الشامل إلى تقديم خدمات متكاملة في الجوانب الاجتماعية والنفسية والطبية والمهنية للفرد المعاق وأسرته، لكي يعيش كعضو في المجتمع. ويهدف التأهيل إلى:
l    تحويل الفرد المعاق من مستهلك إلى منتج من خلال تدريبه على مهن تتناسب مع قدراته، وتحقيق الكفاءة المهنية له بتعليمه بعض المهارات اليدوية والفنية بما يناسب طبيعة الإعاقة والاستعداد الشخصي، مما يجعله قوة بشرية منتجة.
l    توفر خدمات التأهيل للمعاقين تحقق أهداف إنسانية لهم، حيث تشعرهم بالسعادة والأمن، والتكيف والاندماج مع المجتمع.
l    توفير الفرص الملائمة للتعليم بما يتناسب مع القدرات والاستعدادات، بالإضافة إلى فرص التوجيه والتأهيل المهني تحقيقاً للعدالة الاجتماعية وتكافئ الفرص بين أفراد المجتمع.
l    تهيئة أفضل الظروف في مؤسسات الرعاية والتأهيل لتنشئة الفئات الخاصة تنشئة اجتماعية صالحة لزيادة قدرتهم على تحمل المسئولية وتنمية قدرتهم على التفكير والأخذ والعطاء.
l    تحقيق الكفاءة الشخصية للمعاق بتنمية إمكاناته الشخصية واستعداداته العقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية ليعيش حياة الاستقلالية والاكتفاء والتوجيه الذاتي والاعتماد على النفس.
l    تحقيق الكفاءة الاجتماعية للمعاقين بغرس وتنمية الخصائص والأنماط السلوكية بهدف زيادة التفاعل وتكوين العلاقات الاجتماعية مع الآخرين من خلال إكسابهم المهارات التي تمكنهم من الحركة والتنقل وتساعدهم على الاندماج في المجتمع. 


المبادئ الأساسية قبل بدء عملية التأهيل:
تختلف استجابات المعاقين نحو إعاقاتهم باختلاف العوامل الذاتية والبيئية التي أكسبتهم السلوك نحو مواقف الحياة المختلفة، كما تتميز كل إعاقة بطابع خاص يؤثر على سلوك الفرد المعاق وفي مدى استجابته لأنواع التأهيل المختلفة (الطبي،النفسي،الاجتماعي، المهني)، ويتميز السلوك الإنساني بمجموعة من الخصائص منها:
1-   السلوك الإنساني هادف.
2-   السلوك الإنساني مسبب.(أسباب جسمية/اجتماعية/معنوية ومادية/نفسية)
3-   السلوك الإنساني متنوع.
4-   السلوك الإنساني مرن.
5-   وراء كل سلوك دافع.

وتقوم عملية التأهيل على أسس ومبادئ تتضمن مراعاة الجوانب التالية:
1- التعرف على شخصية المعاق من حيث مكوناتها المختلفة (جسمياً/عقلياً/نفسياً/اجتماعياً) والمرتبطة مع بعضها البعض ارتباطاً وظيفياً، وأي خلل أو اضطراب أو نقص يؤدي إلى اضطراب في البناء العام الأداء الوظيفي للشخصية.
2- التعرف على الميول والاهتمامات.
3- المساواة وعدم التمييز.
4- مراعاة فرص العمل الفعلية في المجتمع.
5- التقبل.

1- شخصية المعوق وحدة متكاملة متعددة الأبعاد (جسمياً/عقلياً/ انفعالياً/ اجتماعياً)
أ/ الجوانب الجسمية:
تتضمن المكونات الجسمية للشخصية الشكل العام من حيث:
 الطول، الوزن، قدرة الجسم وإمكانيته الخاصة، نوع العجز، الصحة العامة، الأداء الحركي،المهارات الحركية، وظائف الحواس الخمس، وظائف أعضاء وأجهزة الجسم.
ب/ الجوانب العقلية والمعرفية:
وتتضمن القدرات العقلية المختلفة والوظائف العقلية مثل: مستوى الذكاء العام.والعمليات العقلية العليا كالإدراك والتذكر والتفكير والتخيل والاستنتاج
ج/ الجوانب النفسية والانفعالية:
تتضمن الانفعالات النفسية مشاعر الحب أو الكره، الخوف، الغضب، القلق، الاستياء، التردد، الانطواء، العزلة، الشك ..الخ.
د/ الجوانب الاجتماعية:
وتتضمن أسلوب التنشئة الاجتماعية للشخص سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع، وجماعة الرفاق، وتمثله للمعايير الاجتماعية والقيم الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي.

2- التعرف على الميول والقدرات:
يمتلك الفرد المعاق قدرات قد تكون كامنة أو يعرفها ولكن لا توجد لديه القدرة على استغلالها كنقص في الإمكانات المادية من أجهزة فنية أو تعليمية، ويتم التعرف على قدرات المعاق من خلال تعليمه وإكسابه  بعض المهارات التي تساعده على التأهيل المناسب لطبيعة إعاقته ودرجة العجز. على سبيل المثال: الفرد المعاق بسبب شلل الأطفال قد يكون لديه قدرة عقلية عالية تستثمر في إعداده لمواصلة تعليمه، أو مساعدته على اختراع جهاز يساعد المشلولين في سهولة الحركة.

3- مراعاة فرص العمل المتوفرة في المجتمع:
لا تقتصر عملية التأهيل المهني على إعداد المعاق للالتحاق بمهنة تتناسب مع قدراته، وإنما يتطلب إلى جانب الإعداد التأكد من فرص العمل الفعلية والمتوفرة في المجتمع حتى لا يصاب المعاق باكتئاب نتيجة الفشل في الالتحاق بمهنة تناسب قدراته التي توفرت لها عملية التأهيل.

4- المساواة وعدم التمييز:
من حيث حق المعاق في الرعاية والتعليم والتأهيل والتشغيل دون تمييز عنصري بسبب الجنس أو المركز الاجتماعي أو الانتماء السياسي..الخ.

5- قبول المعاق:
ويقصد بقبول المعاق احترامه كإنسان له قيمته وكرامته، و تقبله بكل ظروفه.


خطوات التأهيل الاجتماعي:
تتضمن عملية التأهيل الاجتماعي ثمان خطوات تستهدف الوقاية من الوصول إلى العجز، وتلخص هذه الخطوات في التالي:
1-استكشاف الحالات وحصرها: الكشف المبكر للإعاقة يحد من تفاقمها، ويضمن نجاح عملية التأهيل، ويتطلب ذلك وجود ترابط بين المؤسسات المعنية برعاية وتأهيل المعاقين في المجتمع.
2-التشخيص والتقييم: يتضمن التشخيص إجراء الفحوص الطبية المناسبة، وتقييم الحالة النفسية والاجتماعية والتربوية والقدرات والاستعدادات المهنية، مما يساعد في تحديد نوع الإعاقة ودرجة العجز
3-التأهيل التربوي: ويتضمن تحديد المستوى التعليمي والقدرات العقلية، وعداد برنامج تعليمي لتزويد المعاق بالمهارات الأكاديمية، والثقافة الصحية والجسمية والتربية الرياضية والترفيه وشغل أوقات الفراغ بأنشطة بناءة واكتشاف القدرات والمهارات من خلال ممارسة الهوايات.
4-الرعاية الصحية – استعادة الطاقة البدنية: وتشمل الخدمات الطبية وما يتبعها من علاج طبيعي يقلل من العجز، وتتضمن:
-       تقرر طبيعة العجز ومداه وعلاقته بالعاهة.
-        توضح درجة الشفاء المتوقع.
-        تدل على مقدار ما يحتاجه المعاق من إرشاد نفسي.
-       تشير إلى إمكانية التحاق المعاق بوظيفة معينة.
 الوقاية أحد جوانب عناصر البرنامج الصحي وتتضمن الفحص الطبي الدوري،التثقيف،التطعيم، العلاج.
5-التأهيل المهني: يقوم التأهيل المهني بمفهومه الشامل على مجموعة من العمليات والأنشطة المختلفة التي يتضمنها برنامج متكامل من الخدمات الفنية والمهنية، التي تستهدف الكشف عن قدرات الفرد المعاق والآثار الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية المترتبة على الإعاقة، وتهيئة الفرد وتوجيهه وإعداده للعمل في حرفة أو مهنة تتفق مع قدراته ونواحي عجزه حتى يكتسب المهارة الكافية ويمكنه الالتحاق بالعمل الملائم وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية والشعور بالرضا والاستقرار النفسي المنبعث من إحساسه بقيمته في المجتمع، كما يستهدف إعداد الفرد المعاق ليصبح قادر على التكيف مع ظروف العمل ومع من يتعامل معهم في العمل.


وتتضمن عمليات التأهيل المهني الخطوات التالية:
1- التوجيه والإرشاد النفسي:
وتبدأ منذ المقابلة الأولى مع الفرد المعاق وتنتهي بانتهاء عملية التأهيل، ويتم من خلالها دراسة جوانب شخصية المعاق ودراسة الخصائص المترتبة على نوع الإعاقة.
على سبيل المثال: أهم الخصائص المترتبة على التخلف العقلي.
- القدرات العقلية محدودة  على حسب نوع فئة التخلف العقلي مورون، بلهاء، معتوهين.
- بطئ التعلم مما يتطلب استخدام الوسائل حسية/ تكرار في التدريب.
- القدرة على التركيز محدودة مما يتطلب تكرار في التدريب المتقطع.
- انتقال أثر التدريب ضعيف مما يتطلب شمول برامج التدريب لكافة الوسائل التعليمية.
- سهولة الانقياد وعدم القدرة على تحمل المسئولية.
2- التدريب المهني:
تتضمن عملية التدريب المهني التخطيط لبرامج التدريب على المهن المختلفة التي تناسب قدرات المعاقين وطبيعة الإعاقة وذلك بوضع البرامج والمناهج المخصصة لكل فئة من فئات الإعاقة. على سبيل المثال: توضع مناهج تعليم فئة المكفوفين  في ضوء  درجة الكف البصري، ويتم التخطيط للبرامج وتدريبهم وفقاً لاحتياجات سوق العمل.
3- التشغيل والمتابعة:
ويقصد به توفير فرص العمل المناسبة، وإلحاق الفرد المعاق بالعمل الملائم على أساس التوافق بين مقتضيات ومتطلبات العمل وقدرات (جسمية/عقلية) واستعدادات الفرد المعاق.

العناصر الأساسية في تأهيل المعاقين:
تسعى عملية التأهيل إلى استعادة قدرات المعاق لأقصى درجة من درجات القدرة الجسمية أو العقلية أو الاجتماعية أو المهنية، وتحقيق الاستقلالية والكفاية الذاتية والاجتماعية والمهنية، من خلال تنظيم وسائل تساعد في مواجهة آثار الإعاقة، وتتضمن أدوات لتنفيذ تلك العملية تتمثل في:
1- البرامج:
تختلف برامج التأهيل من حيث الحجم والتنظيم والأهداف والجهات المشرفة عليها، فقد يكون تقديم البرامج على مستوى الدولة أو المجتمع المحلي، وقد تشرف عليها أجهزة الدولة أو تكون تحت إشراف مؤسسات وجمعيات خيرية أو خاصة أو تطوعية، كما قد تهدف لتأهيل طبي لفئة معينة دون غيرها كما في حالات الشلل الدماغي، أو في مجال معين من مجالات الإعاقة كما هو الحال في مؤسسات التأهيل الشامل وغيرها.
2- الخدمات:
وتتضمن جميع الخدمات المتخصصة في النواحي الطبية والتربوية والاجتماعية والمهنية والنفسية و تستهدف إعادة تأهيل الفرد المعاق كالمعالجة الطبية والجراحية والتمريض، معالجة السمع والكلام، الإرشاد النفسي وتطبيق الاختبارات النفسية والتربوية، التوجيه المهني والتشغيل والمتابعة ..الخ.
3- الكوادر المتخصصة:
يتطلب تقديم الخدمات المتخصصة توفر كوادر متخصصة تشرف على تلك الخدمات المقدمة، ويتكون فريق العمل من عدة تخصصات هي: الأطباء من مختلف التخصصات الطبية، الأخصائي الاجتماعي الطبي، الممرضات، أخصائي علاج عيوب النطق والكلام، أخصائي السمع، أخصائي نفسي، مرشد مهني، معلمون وفنيون ..الخ.
4- مكان تقديم الخدمات:
تقدم الخدمات في مستشفيات تتوفر فيها أقسام للتأهيل، أو في مراكز طبية متخصصة، مراكز التدريب المهني، المعاهد والمدارس الخاصة، كمعهد النور للمكفوفين، ومعهد التربية الفكرية لمعاقين عقلياً ..الخ.  ويراعى في تصميم بناء المؤسسة أن يكون مناسب لطبيعة الإعاقة بحيث يستطيع الفرد المعاق الاستفادة من خدمات المؤسسة دون عوائق تمنعه من سهولة التنقل والحركة.
5- الأجهزة:
تتعدد الأجهزة على حسب تعدد نوع الإعاقة وطبيعة الخدمات المقدمة ومنها الأجهزة الطبية بما فيها من أجهزة للأشعة وفحص للنظر وتحاليل وأطراف صناعية ..الخ.   

معوقات التأهيل المهني
وتشير نتائج الدراسات التي أجريت على المعاقين إلى الكثير من الصعوبات التي تواجه تحقيق أهداف التأهيل في مؤسسات رعاية وتأهيل المعاقين، ومن هذه المعوقات ما يلي:
-العجز في التخصصات المهنية والفنية العاملة في هذه المؤسسات، وخاصة أخصائيو التأهيل النفسي والاجتماعي والمهني والتربوي والعلاج الطبيعي وغيرهم من التخصصات التي تعمل في هذه المؤسسات على أساس تكامل فريق العمل مما يؤدي إلى صعوبة تكامل الخدمات المقدمة.
-عدم الأخذ بآراء ومقترحات العاملين بمؤسسات رعاية وتأهيل المعاقين خاصة المؤسسات التي تقدم خدمات مباشرة لهم مثل: مراكز التأهيل، مكاتب التأهيل...الخ، في وضع الخطط المناسبة، مما يجعل الخطط بعيدة عن واقع الممارسة الفعلية في تلك المؤسسات.
-القصور في البيانات والمعلومات اللازمة التي تساعد في التعرف على أبعاد الإعاقات وتزايد أو تناقص أعداد المعاقين في المجتمع.
-النقص في التجهيزات والمعدات اللازمة لعمليات التأهيل المختلفة، مثل: قاعات التدريب والتأهيل وأجهزة العلاج الطبيعي والأجهزة التعويضية...الخ .
-زيادة الطلب على المؤسسات وعدم قدرتها على استيعاب جميع المتقدمين لطلب الخدمة.
-عدم تعاون الأسرة مع المؤسسات التي ترعى أبنائها المعاقين،مما ينعكس على عمليات تأهيل المعاق وصعوبة تكيفه نفسياً واجتماعياً لعدم متابعة الأسرة له.
-عدم توفر مؤسسات متخصصة تهتم بعمليات تشغيل ومتابعة المعاقين الذين تم تأهيلهم ومتابعة تطبيق قوانين العمل، مما يسبب هدر لعمليات التأهيل المبذولة، وينعكس على شعور المعاق بالاغتراب النفسي والاجتماعي.
-عدم التنسيق بين مؤسسات رعاية وتأهيل المعاقين وغيرها من المؤسسات المجتمعية الأخرى سواء الأهلية أو الحكومية، مما يقلل من فعالية الخدمات المقدمة لهم.
-عدم الاهتمام بتنظيم دورات تدريبية للعاملين لتعدهم بالإعداد المستمر وتكسبهم الخبرات وتنمي معارفهم ومهاراتهم لمواكبة المستجدات في العلم.
-جهل أفراد المجتمع بصفة عامة والمعاقين بصفة خاصة لأهداف وطبيعة وإمكانية تواجد أجهزة ومؤسسات رعاية المعاقين في المجتمع، مما يؤدي إلى عدم استفادة المعاقين من خدمات تلك المؤسسات فور حدوث الإعاقة، مما يؤدي إلى تفاقم الإعاقة.
-عدم تواجد تكامل في الخدمات المقدمة من جانب الوزارات المعنية برعاية وتأهيل المعاقين، فيما يتعلق بتقديم الرعاية الشاملة،مما يؤدي إلى نقص في الرعاية المستحقة في المواعيد المناسبة لها.


مفهوم الوقاية Prevention يشير المفهوم اللغوي للوقاية إلى صانه من الأذى، وحماه، وحذره، وجنبه، ويشير لفظ يقي Prevent إلى يمنع من الوقوع، ويحول بين شيء وآخر، ويصد الشيء، ويجنب الشيء.
وتعرف منظمة الصحة العالمية الوقاية بأنها: مجموعة من الإجراءات والخدمات المقصودة والمنظمة التي تهدف دون/ أو الإقلال من حدوث الخلل أو القصور المؤدي إلى عجز في الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية، والحد من الآثار المترتبة على حالات العجز، بهدف إتاحة الفرص للفرد كي يحقق أقصى درجة ممكنة من التفاعل المثمر مع بيئته بأقل درجة ممكنة وتوفير الفرصة له لتحقيق حياة أخرى ما تكون إلى حياة العاديين، وقد تكون تلك الإجراءات والخدمات ذات طابع طبي أو اجتماعي أو تربوي أو تأهيلي.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى ثلاث مستويات للوقاية من الإعاقة تتحدد في:
المستوى الأول: ويتعلق باتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية التي تحول دون حدوث الأسباب المؤدية إلى الإعاقة.
المستوى الثاني: ويتعلق باتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية التي تحول دون تطور الإصابة وذلك بعدد من الإجراءات الوقائية.
المستوى الثالث: ويتعلق باتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية التي تعمل على التخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية للإعاقة عند حدوثها.

السياسة القومية في الحد من الإعاقة:
يشير مفهوم الحد من الإعاقة إلى العمل على إزالة العوامل التي قد تسبب حدوث القصور أو الخلل عند الفرد.
ويشير مفهوم السياسة القومية إلى أنها محصلة التفكير المنظم الذي يوجه الخطط والبرامج الاجتماعية، فهي تنبع من أيديولوجية المجتمع لتعبر عن أهدافه البعيدة وتوضح مجالات البرامج والمشروعات وتحدد الاتجاهات العامة لتنظيمها وأدائها.
أهداف السياسة القومية:
الهدف الأول: توفير البرامج الوقائية لإزالة مسببات الإعاقات المختلفة، والتقليل من حجمها بقدر الإمكان، بحيث تكون تلك البرامج أساساً لمنع حدوث الإعاقات.
ومن الوسائل المحققة لهذا الهدف الإرشاد الزواجي، التوعية الثقافية،التحصين ضد الأمراض.
الهدف الثاني: التدخل المبكر لحالات القصور الوظيفي أو الإعاقة، حتى لا تتطور ويستعصى علاجها.
ومن الوسائل المحققة لهذا الهدف الكشف المبكر،إجراء الفحوص الطبية الشاملة على الأطفال، التدخل المبكر لخدمات التأهيل
الهدف الثالث:تحديد دور الجهات المعنية بالحد من الإعاقة وإيجاد صيغة من التنسيق بين خدماتها لمنع أو الحد من الإعاقة.
ووسائل تحقيق هذا الهدف يتضمن صنع السياسة المقترحة/ وتنفيذ السياسة المقترحة.
س : ما الإجراءات التي اتخذتها المملكة في الحد من الإعاقة؟

الأسس النظرية لممارسة الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الفئات الخاصة:
ترتبط ممارسة الخدمة اجتماعية بعدة جوانب وهي:
1- تنطلق من فلسفة تستند على مبادئ الشريعة الإسلامية.
2- تستند على مجموعة من المبادئ الأخلاقية والمهنية.
3- تقوم بمجموعة من العمليات، لتحقيق أهدافها.
4- تستخدم أدوات ووسائل مهنية.
5- لها مجالات مختلفة ومنها مجال رعاية الفئات الخاصة.
النشأة التاريخية للخدمة الاجتماعية في مجال المعاقين
ارتبطت نشأة الخدمة الاجتماعية للمعاقين بظهور مفهوم التأهيل المهني لأصحاب العاهات، ومفهوم الاختيار المهني للعمالة المعاقة، حيث كانت بدايات التأهيل المنظم للأفراد المصابين خلال الحرب العالمية الأولى، ثم انتقل مفهوم التأهيل على المؤسسات المدنية في كل من أمريكا وألمانيا وبريطانيا، حيث ظهرت الحاجة إلى جهود وخدمات اجتماعية تساهم مع فريق العمل بمؤسسات التأهيل المهني في توفير الرعاية المتكاملة للمعاق لأهمية الجانب الاجتماعي في عملية التأهيل وربط المعاق بمجتمعه.
ويتفق علماء الخدمة الاجتماعية على أن بداية ظهور الخدمة الاجتماعية في مجال المعاقين كان عام 1955 حينما انبثقت عن الهيئة القومية للأخصائيين الاجتماعيين بأمريكا لجنة خاصة للمعاقين لبلورة دور واضح للخدمة الاجتماعية في هذا المجال.
كما ارتبطت ممارسة الخدمة الاجتماعية في كافة الدول العربية بمؤسسات تأهيل المعاقين سواء في النواحي الجسمية أو الحسية أو العصبية أو العقلية من خلال دور الأخصائي الاجتماعي في تلك المؤسسات.
كما ارتبط تعليم الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية المعاقين باعتبارها أحد المجالات التي تدرس للطلاب أو يتم تدريبهم فيه، كما أصبح مجال من مجالات التخصص على مستوى الدراسات العليا في الخدمة الاجتماعية.

أولاً:  فلسفة الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الفئات الخاصة:
الفلسفة هي موقف أو تصور شامل تجاه الكون والمجتمع. وهي مجموعة حقائق علمية تستند عليها المهنة، وتعتبر فلسفة الخدمة الاجتماعية في مفهومها فلسفة اجتماعية أخلاقية امتدت جذورها إلى الأديان السماوية والنزعة الإنسانية التي تدعو إلى التعاون والتكافل الاجتماعي.
وتعتمد فلسفة الخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الفئات على المسلمات التالية:
*   الإعاقة ظاهرة طبيعية فرضتها طبيعة الحياة الاجتماعية المعاصرة والحروب والحوادث، مما أدى إلى زيادة جوانب العجز وتعدد مظاهره وبالتالي زيادة أعداد المعاقين.
*   عجز الإنسان هو عجز نسبي يصيب وظيفة عضو أو أكثر.
*   أسباب عجز الإنسان غالباً ما تنجم عن التفاعل الدائم بين الفرد وبيئته.
*   رعاية المعاقين واجب أخلاقي وإنساني فرضته علينا القيم الدينية، وحثت على احترام آدمية المعاق لأنه مخلوق إنساني كرمه الله ويجب التعامل معه كإنسان.
*   توفير خدمات التأهيل تجنب المجتمع خسائر قد تفوق على برامج الرعاية الخاصة بهم.
*   تتطلب رعاية المعاقين وتأهيلهم التخطيط والعمل على مستوى المسئولية الاجتماعية العامة.
*   تسعى الخدمة الاجتماعية لاستعادة ما تبقى لدى المعاق من قدرات لنقله من مرحلة الاعتماد على الآخرين إلى مرحلة الاستقلال الذاتي.
*   تقوم الرعاية المتكاملة للمعاقين على أساس تقبل واحترام حقوقه في جميع جوانب الحياة.
*   يتحقق التكيف المهني للمعاق والاستمرار بالعمل من خلال التعرف على قدراته.

ثانياً:مبادئ الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في مجال رعاية الفئات الخاصة:
المبدأ هو مضمون لفظي يعبر عن قيمة إنسانية مطلقة يلتزم بها ممارس الخدمة الاجتماعية تأكيداً لإنسانية الإنسان والتزاماً بالتعاليم الدينية والأخلاقية السائدة في المجتمع.
والمبادئ تمثل الأسس التي يلتزم بها الممارس المهني، عند الدراسة الموضوعية لحالة المعاق ليتم في ضوئها دراسة وتشخيص ووضع خطة علاجية تضمن الاستفادة من قدراته المتبقية، وتكشف عن قدراته الكامنة لتوظيفها.


الاحتياجات الإنسانية للعميل والتي في ضوئها تستخدم مبادئ الممارسة المهنية:
*   الحاجة إلى المعاملة كفرد لا كحالة.
*   الحاجة للتعبير عن المشاعر السلبية والإيجابية.
*   الحاجة إلى الفهم والتعاطف والاستجابة لما يعبر عنه من مشاعر.
*   الحاجة إلى التقبل كشخص له كيانه وكرامته الإنسانية.
*   الحاجة إلى عدم إصدار أحكام عليه، أو توجيه الاتهام.
*   الحاجة لأن يمارس بنفسه اتخاذ القرارات الخاصة به.
*   الحاجة إلى حفظ أسراره ومعلوماته التي يدلي بها.

الممارسة المهنية في مجال رعاية الفئات الخاصة:
 هي عملية استخدام المعارف العلمية والمهارات المهنية في تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والطبية والتأهيلية للحالة سواء (فرد/جماعة/مجتمع) في ضوء قيم وفلسفة المهنة .
ويعرف قاموس الخدمة الاجتماعية الممارسة المهنية Social work practice
بأنها:" استخدام الأساس المعرفي مع الأساس المهاري للخدمة الاجتماعية، لتنفيذ التفويض المجتمعي بتقديم الخدمات الاجتماعية بالطرق التي تتسق مع الأساس القيمي للخدمة الاجتماعية، وتشتمل الممارسة على العلاج بالتخلص من المشكلات الاجتماعية أو الشخصية، وإعادة تأهيل اللذين ضعفت قدراتهم على الأداء الاجتماعي، وتتضح ممارسة الخدمة الاجتماعية إما على مستوى الوحدات الصغرى أو المتوسطة أو الكبرى".
*   الوحدات الصغرى micro practice وتعمل على مستوى الفرد والأسرة والجماعة.
*   الوحدات الكبرى macro practice وتعمل على مستوى مجتمع منظمة، مجتمع محلي، مجتمع وطني.
وتتضمن الممارسة: تحقيق أهداف علاجية وقائية تنموية
*    العلاج (تخفيف حدة الإعاقة، تخفيف حدة المشكلات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية الناجمة عن الإعاقة).
*   التنمية: (تأهيل من أصابهم العجز في أداء وظائفهم الاجتماعية).
*   الوقاية: ( تخطيط وتنظيم البرامج الوقائية، تنوير الرأي العام بأساليب الوقاية).
*   وتسعى الممارسة بشكل عام إلى تنمية الأداء الاجتماعي والنفسي والجسمي والعقلي للفئات الخاصة (أفراد/جماعات) في مؤسسات التأهيل عن طريق التدخل المباشر أو غير المباشر.
وتحقق الممارسة المهنية الأهداف من خلال الأدوار التالية:
- المساهمة في تعديل اتجاهات أفراد المجتمع للاعتراف بالمعاقين كفئة إنسانية لها الحق في المساواة في المعاملة فلها حقوق وعليها واجبات نحو البيئة المحيطة، والتعامل معها على أساس القدرة وليس العجز.
- تنوير الرأي العام عبر مختلف وسائل الإعلام بمشكلات المعاقين، وحثه على تقبلهم ومساعدتهم لتخطي العقبات التي تواجههم.
- المساهمة مع المهن الأخرى في إيقاف تيار العجز بالاكتشاف المبكر لحالات الإعاقة، وتوفير أساليب الوقاية.
- توفير فرص وخدمات التأهيل المهني وتوجيه المعاقين بما يتناسب مع قدراتهم، وتوفير فرص التعليم المناسبة لهم.
- المساهمة في توفير فرص التشغيل المناسبة للمعاقين، ومساعدتهم على الاستفادة من التشريعات والقوانين التي تتضمن مزايا لهم سواء في مجال العمل أو الحياة العامة.
- توفير فرص الخدمات والرعاية الاجتماعية التي يحتاجها المعاق وأسرته.
- توفير فرص الترويح الهادف.
- تهيئة الظروف لتنشئة المعاق تنشئة اجتماعية صالحة، لتكسبه القدرة على التفكير الواقعي والقدرة على تحمل المسئولية والتعاون، ليتحقق له التوافق النفسي والاجتماعي مع ذاته ومجتمعه.
- إجراء الدراسات والبحوث لتطوير أساليب وأسس الرعاية المتكاملة لهم.

احتياجات ومشكلات الفئات الخاصة:
معنى الحاجة:
الحاجة هي حالة من الافتقار أو الإحساس بوجود نقص في شيء مرغوب فيه ويكون مطلوب إشباعه.
عدم إشباع الحاجة يؤدي إلى مشكلة اجتماعية، ترتبط بنوع الحاجة الناقصة.
معنى المشكلة:
 هي معوق يقف حائل أمام إشباع الحاجات الإنسانية، وهي ضارة وظيفياً وبنائياً.
كما تعرف بأنها ظرف مهدد لقيمة اجتماعية ويحتاج لاتخاذ قرار.
الاحتياجات والمشكلات النفسية:
يواجه المعاقين مشكلات نفسية، وتنتابهم الكثير من المشاعر النفسية السلبية التي تؤثر على توافقهم النفسي والاجتماعي،  وتتمثل أهم المظاهر النفسية السلبية في:
l    رفض الذات ومقومة واقع الإعاقة.
l    الشعور بالنقص والتقليل من قيمة الذات.
l    الشعور بالذنب لاعتقاد البعض بأن هذا عقوبة.
l    الشعور بالقلق والاكتئاب.
الاحتياجات والمشكلات الاجتماعية:
ترتبط الاحتياجات والمشكلات الاجتماعية للمعاقين بالبيئة الاجتماعية لهم، وتتمثل بسوء التكيف معها مما يؤثر سلبياً على أدوارهم الاجتماعية واندماجهم مع البيئة المحيطة بهم.
l    ومن مظاهر المشكلات الاجتماعية ما يلي:
أ/ المشكلات الأسرية:
تمثل إعاقة الفرد داخل الأسرة مشكلة له ولأسرته، كما أن الإعاقة تحد من دور المعاق في أسرته، وتشكل عبئاً على أدوار الآخرين.
وتعتبر إصابة عائل الأسرة بالإعاقة المفاجئة من أكثر المشكلات حدة لما يترتب عليها من آثار على أفراد الأسرة واضطراب في المعيشة والعلاقات الاجتماعية.
 ب/مشكلات العمل:
قد تؤدي الإعاقة إلى ترك العمل أو تغيير دوره، وبالتالي يترتب على هذه المشكلة مشاكل أخرى اجتماعية ونفسية واقتصادية تعيق من قدرته على التكيف الاجتماعي، ويصاب بمظاهر نفسية كالاكتئاب أو الانطواء، ويعجز عن رعاية نفسه وعائلته.
ج/ نظرة المجتمع للمعاق:
إن نظرات العطف أو الازدراء من الآخرين إلى المعاق تؤثر عليه وتعيق تكيفه النفسي والاجتماعي في المجتمع.
د/ مشكلات الأصدقاء:
تحتل مشكلة الأصدقاء وجماعة الرفاق أهمية قصوى في حياة المعاق، وشعوره بعدم الندية مع الآخرين قد يؤدي إلى انعزاله وانطوائه، وقد يلجأ بعض المعاقين إلى إغراء الآخرين من أجل تبادل الصداقة معهم، وقد يلجئوا في سبيل ذلك إلى السرقة أو الاحتيال والكذب، وقد ينصاع لقيم الأصدقاء الجدد وأضرارهم مثل الارتباط مع الجماعات المتطرفة.
هـ / المشكلات الترويحية:
تؤثر الإعاقة على قدرة المعاق في الاستمتاع بوقت فراغه سواء بالنشاط الترويحي الذاتي أو الجماعي، وقد يؤدي عدم استثمار وقت الفراغ إلى انحراف في سلوك الفرد المعاق.
الاحتياجات والمشكلات التعليمية:
لكل شخص معاق الحق في التعليم، ويرتبط هذا الحق في قدرة المعاق على التعلم.
كما أن للمعاقين خصائص متميزة واحتياجات تعليمية تناسب نوع الإعاقة، إلا أن هناك مشكلات تعليمية تواجههم منها:
1- صعوبة إندامجهم في التعليم العام أو البرامج التعليمية الخاصة بهم لاعتبارات اجتماعية ومجتمعية.
2- المشكلات النفسية والسلوكية التي تحول دونهم لمسايرة أقرانهم في المستوى التعليمي.
3- عدم توفر مدارس كافية لاحتوائهم.
4- عدم توفر مناهج خاصة تناسبهم.
الاحتياجات والمشكلات الصحية:
نتيجة لأنواع الإعاقات التي تصيب المعاقين بسبب عوامل وراثية أو تعرضهم لعوامل مكتسبة، فقد تفقدهم القدرة الجسمية وبالتالي يحتاجون إلى رعاية صحية ووقائية وعلاجية خاصة أثناء تواجدهم في المؤسسات الصحية، ومن أهم احتياجات المعاقين الصحية ما يلي:
1- احتياجات بدنية: تتضمن العلاج وتوفير أجهزة تعويضية لاستعادة اللياقة البدنية.
2- ومن المشاكل الصحية التي تواجه المعاقين هي قلة إمكانية وعدد المراكز العلاجية، وارتفاع التكلفة المادية للعلاج، مع قلة إمكانيات المعاقين للعلاج.
الاحتياجات والمشكلات المهنية:
تعتبر المشكلات المهنية من أهم ما يواجه المعاق في حياته خاصة إذا ارتبطت الإعاقة بترك العمل أو تقليل عدد ساعات العمل لأنها ستؤثر على دوره ودخله ومركزه الاجتماعي.
l    ومن المشكلات المهنية التي تواجه المعاق ما يلي:
1- عدم توفر الأجهزة التعويضية بشكل كافي.
2- عدم التزام الدقة في إعداد هذه الأجهزة، مما يقلل من فائدتها.
3- تعقد إجراءات الحصول على هذه الأجهزة.
4- خلو مكاتب التأهيل من الإشراف الطبي والنفسي.
وتتمثل الاحتياجات المهنية في:
l    الحاجات التوجيهية: وتتضمن التهيئة المبكرة لسبل التوجيه المهني والاستمرار فيها حتى تنتهي عملية التأهيل المهني.
l    الحاجات التشريعية: وتتضمن إصدار تشريعات لتشغيل المعاقين.
l    الحاجات المحمية: وتختص بإنشاء مصانع محمية من منافسة فئات المعاقين يتعذر إيجاد عمل لهم مع العاديين.
l    الحاجات الاندماجية: وتتضمن الحاجة لتوفير فرص الاحتكاك والتفاعل المتكافئ مع بقية المواطنين.
وتتحدد المسئوليات المهنية للخدمة الاجتماعية في مجال الفئات الخاصة في:
- تقديم الخدمات المناسبة ومقابلة الاحتياجات والعمل على إشباعها.
- التعرف على طبيعة المشكلات التي تواجههم ومساعدتهم على تجاوزها.
- المساهمة مع فريق العمل في توفير الخدمات الملائمة لنوعية التأهيل المطلوب في مؤسسات التأهيل.
- التنسيق بين الخدمات المتوفرة لهم وفرص العمل اللازمة لهم.
- التركيز على مساعدتهم من خلال الأسرة والمجتمع.
ويستند الأخصائي الاجتماعي في عمله في مجال رعاية وتأهيل المعاقين على عدة حقائق أهمها:
         يجب أن يدرك كما للناس حاجات إنسانيه مشتركة,فإن لكل فرد فرديته وحاجاته الخاصة، ولذلك عليه معرفة أن لكل معاق مشكلاته الخاصة وان هذه المشكلات ليست وقفا علي الشخص المعاق وحده, بل أنها عامة قد يقابلها العاديون أنفسهم . وعليه أن يتعامل مع المعاق على أساس ما يتأثر به نتيجة إعاقته وظروفه الخاصة.
         يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يقدر المستويات البدنية والصحية للمعاق الذي يعمل معه وان يعاونه وقفا لقدراته البدنية والصحية, ولذلك يتطلب منه ابتداع ألوان من النشاط الذي يتلاءم مع درجة إعاقته وقدرته الفردية.
         ينبغي على الأخصائي الاجتماعي ضرورية الاتصال الدائم  بوالدي الفرد المعاق حتى يستطيع تعريفهم بقدرات واستعدادات طفلهم ليصبح أكثر قدرة على المساهمة في تأهيله وخدمته داخل الأسرة.
         ينبغي علي الأخصائي أن يكون له دور فعال في إطار الخدمات الأساسية التي تقدمها المؤسسة للمعاقين في مرحلة العلاج والتدريب والتشغيل.
يجب عليه أن يصمم برنامج متنوع للمعاقين ويشجعهم علي الاشتراك فيه كلما أمكن ذلك .
ويتعدد دور الأخصائية الاجتماعية مع الأنساق التي تعمل معها في مجال رعاية وتأهيل الفئات الخاصة، وتتضمن هذه الأنساق ( نسق الفرد المعاق/ نسق الأسرة/ نسق المؤسسة/ نسق المجتمع المحلي).
دور الأخصائية الاجتماعية مع الفرد المعاق:  
         تخفيف المشاعر السلبية والضغوط والصراعات النفسية التي يعاني منها المعاق وتعديل أفكاره واتجاهاته نحو الإعاقة وذلك بمساعدته على تعميق قيمة الذات وإدراك الواقع الذي يعيش فيه والتكيف معه بطريق مرضيه ومقبولة كذلك مساعدة المعاق المنتمي لجماعه للتعبير عن مشاعره وفي نفس الوقت مساعدة الجماعة ككل للتعبير عن مشاعرهم بصراحة لان إخفاء مشاعر الكراهية قد ينقص من إنتاجية الجماعة..
         معرفة قدرة المعاق وكذا قدرات أعضاء الجماعة التي يتعامل معها وكذا الوقوف على استعداداتهم الجسمية والنفسية والصحية والتعرف أيضا على السمات والخصائص التي يتصفون بها وكذا السمات والخصائص الخاصة لكل معاق على حدة وبعبارة أخرى يجب على الأخصائية الاجتماعية الاهتمام بدراسة جماعات المعاقين التي تعمل معها دراسة عميقة وكذا التعرف على ظروف المجتمع وقيمه الثقافية والدينية حتى يمكنه مساعدة الجماعة وأعضائها على النمو والتغيير بكفاءة والقيام بدوره بشكل مثمر..
         مساعدة الشخص المعاق على التعاون مع أعضاء جماعته على وضع واختيار البرامج التي تساعده وتساعد جماعته على إشباع حاجاتها وتأكيد أفرادها لذواتهم في حدود قدراتهم وذلك أثناء ممارسة الأنشطة الجماعية بمؤسسات رعاية المعاقين ..
         دراسة الحالة الفردية للمعاق دراسة مستفيضة من حيث نوع العاهة وتاريخ الإصابة ونوع العمل ودرجة الإصابة والظروف الاجتماعية والاقتصادية وتكوين الأسرة ومصادر الدخل والإنفاق ..
         مساعدة المعاق على تقبل إعاقته وأجراء الجراحات اللازمة لإتمام تأهيله وتذليل الصعوبات التي تعترضه للحد من مقاومته لإجراء الجراحات سواء كانت صعوبات نفسيه أو اجتماعيه أو اقتصاديه ومساعدته في تقبل استخدام الأجهزة التعويضية وفي الحصول عليها ..
         استخدام فنيات وطرق التدخل والمهني للخدمة الاجتماعية في تهيئة المعاق للقيام بأدواره الاجتماعية وتقبل عجزة والخروج من دائرة الحصار والضغط النفسي بتدعيم ذاته واستعادته ثقته بنفس وبالآخرين ومعونته على التخلص من المشاعر السلبية والكبت والصراع التي يعاني منها .
         مساعدة المعاق على تنمية بعض القيم والاتجاهات الايجابية نحو ذاته ونحو الآخرين والمجتمع من خلال الخبرات الجماعية التي يكتسبها أثناء تفاعله وعلاقته بالآخرين من أعضاء الجماعة وتبصيره بحقوقه ووجباته والاستفادة من التشريعات والقوانين التي تتضمن مزايا للمعاقين

دور الأخصائية الاجتماعية مع أسرة المعاق:
تعتبر الاسرة شريك أساسي في إنجاح عمليات رعاية وتأهيل المعاقين لذا يمتد دور الاخصائية للعمل مع أسرة المعاق ويتحدد دورها في :
بناء وتنمية علاقات مهنيه فعاله مع المعاق وأسرته قائمه على الثقة والاحترام المتبادل وإظهار مشاعر الاهتمام والتقبل والمساندة والتشجيع واستخدام أساليب الشرح والتفسير والإقناع لارتباط المعاق بأسرته وتهيئته للعودة بعد تقديم خدمات التأهيل اللازمة له.
• المشاركة في عملية الإرشاد الأسري لمساعدة أسرة المعاق على التخفيف من المشاعر السلبية تجاه الإعاقة وتصحيح مفاهيمها عن حالة المعاق وتبصيرها بدورها في تقبله والتعايش مع حالته وكيفية معاملته وتهيئة مناخ اسري آمن خالي من الضغوط البيئية قدر الإمكان ..
• توثيق الصلة وتقوية الروابط بين أسرة المعاق والمؤسسة التي تقوم على رعايته لتنظيم زيارات ولقاءات دوريه يتاح فيها تبادل الآراء والمعلومات وطرح المشكلات مع التأكيد على دور الأسرة في مواجهتها وفي متابعة الخطط التأهيلية وتقييمها ..
تشجيع الأسرة ومساعدتها  في التعرف على الأساليب الملائمة لشغل أوقات فراغ المعاق وقفا لنمط إعاقة وطبيعتها مع تشجيع أخوته علي تقبله والتخطيط لإشراكهم في مساعد ته على التوافق مع نفسه والتكيف مع أسرته وبيئته.
العمل على استقرار الحياة الأسرية للمعاق مع مراعاة تكامل أسس هذا الاستقرار عن طريق تقبل الأسرة للمعاق ومراعاة ظروفه وحالته المرضية الجديدة حتى يمكن للمعاق أن ينخرط  في للحياة دون أن يشعر بان العجز أو النقص الناشئ عن الإعاقة يقف حائلا دون تحقيق آماله.

دور الأخصائية الاجتماعية مع فريق العمل:
يقوم تقديم  خدمات رعاية المعاقين وتأهيلهم علي تعاون  عديد من المتخصصين يكونون فريق عمل لتقديم الرعاية الشاملة التي يحتاجها المعاق.
وتتحدد مسؤوليات الاخصائي الاجتماعي من خلال فريق العمل بمؤسسات رعاية المعاقين في:
-التعاون مع فريق العمل بهذه المؤسسات المهنية وتقبل العمل معهم كفريق ومعرف كيفية الاستفادة  منهم   واستثمار ذلك لصالح المعاقين وإدراك محددات دور المهن الأخرى التي تعمل مع المعاق ( الطب, التربية,التعليم, التأهيل المهني....الخ)  والعمل معها  بروح الفريق  لصالح المعاق وتقديم النصح لأعضاء الفريق فيما يختص  بحقوق رعاية المعاقين وتقديم خدمة الاستشارة التي تمكنهم من تفهم  التاريخ الاجتماعي للمعاق.
-المشاركة في وضع خطط تأهيل المعاقين في المؤسسة كل حسب طبيعة الإعاقة,وإجراء المقابلة المهنية لكل معاق لتقييم قدراته وخبراته المهنية وكل ما يتعلق بالتدريب المهني لكل حاله ومساعدة المعاق علي الاستمرار في عمليات التأهيل وتطبيق التدريب الملائم والعمل علي حل المشكلات التي تعترض ذلك .
-المساعدة في تدعيم وتطوير الخدمات التي تقدمها المؤسسات باستمرار وجعلها اكثر استجابة لمتطلبات المعاقين     واحتياجاتهم وذلك بالاشتراك في تنفيذ المشروعات الخاصة في بتأهيل المعاقين وتتبعها ووضع تقارير عنها إلي جانب المساهمه مع كافة العاملين في تلك المؤسسات في تقويم  الخدمات التي تقدمها باستمرار وتطوير تلك الخدمات تمشيها   مع احدث اساليب التأهيل والرعاية المتكاملة لهم.

دور الأخصائية الاجتماعية مع المجتمع المحلي:
-المساهمة في التنسيق والاتصال مع العاملين في المؤسسات وبين أقسامها المختلفة لتوفير رعاية متكاملة للمعاق ومحاولة ربط مؤسسات رعاية تأهيل المعاقين بمؤسسات  المجتمع الأخرى, وخاصة المؤسسات التي يمكن أن تفيد المعاق  في الوصول به أقصى درجات الاستفادة من الخدمات المجتمعية لإعادة توالها مع المجتمع سواء  كانت تلك المؤسسات طبية أو تشغيلية أو ترويجية.. الخ  إلى جانب تقوية العلاقة بين العاملين وأقارب المعاق.
-القيام بتصميم وتنفيذ الدراسات والبحوث العلمية حول حجم المعاقين في المجتمع المحلي وتصنيفهم بهدف تحديد وسائل رعايتهم اجتماعيا ومهنيا.
-تنوير الرأي العام عبر كافة الوسائل الإعلامية بمشكلات المعاقين  وتعديل الاتجاهات الخاطئة التي تعتبرهم عاجزين يستحقون الشفقة والرثاء.
-الاتصال بجهات عمل المعاقين أو أماكن تعليمهم لتذليل الصعوبات  التي تواجههم خلال فترة تأهيلهم وتهيئة تلك الأماكن لتقبل المعاق عند خروجه  وعودته إليها .
مطالبة الهيئات والمؤسسات بضرورة تنفيذ احكام القانون في تشغيل المعاقين وإتاحة   فرص العمل لهم في حدود النسبة المقرره لهم 5%من مجموع العاملين في المنشاة وتشجيع رجال الاعمال لهم و القطاع الخاص  علي المساهمة في تحقيق تلك النسبه ضمانا لوجود مكان عمل لكل من يتم تأهيله.

مفهوم الفريق العلاجي: Treatment team
بدأ استخدام مفهوم الفريق العلاجي في الميدان الطبي، ويشير إلى انتظام مجموعة من الأشخاص للعمل مع بعضهم بعضاً بطريقة تكاملية وتعاونية بهدف تحقيق أهداف علاجية معينة أو متعلقة بالرعاية الصحية، من خلال عمليات الاتصال وتبادل المعلومات والتخطيط والتنفيذ، تلك الأهداف لا يمكن تحقيقها على يد علم أو مهنة واحدة فقط، او مهني واحد فقط. وهذا المفهوم مبني على أساس النظرة للمريض على أساس كلي Holistic ، وإن الخلل الذي يعتري المريض في جانب من جوانبه  يؤثر ويتأثر بالجوانب الأخرى فيه، تلك الجوانب هي الجانب الجسمي،  الجانب الانفعالي، الجانب النفسي، الجانب العقلي، الجانب الاجتماعي.


مجموعات الإعاقات الذهنية

1- التخلف العقلي:
يظهر التخلف العقلي قبل سن الثامنة عشر، تشير حالة التخلف العقلي إلى  جوانب قصور ملموسة في الأداء الوظيفي الحالي, وتتصف الحالة بأداء عقلي أقل من المتوسط بشكل واضح يكون متلازماً مع جوانب قصور في مجالين أو أكثر من مجالات المهارات الكيفية التالية:
- صعوبة في التواصل الاجتماعي.
 - العناية الذاتية.
 - الحياة المنزلية.
 - المهارات الاجتماعية.
- التوجيه الذاتي.
- استخدام المصادر المجتمعية, الصحة والسلامة, المهارات الأكاديمية الوظيفية, وقت الفراغ ومهارات العمل .
1- التعريف الطبي للتخلف العقلي: توقف أو عدم اكتمال نمو الدماغ، نتيجة لمرض أو إصابة في الرأس قبل سن المراهقة، أو بسبب عوامل جينية.
2- التعريف القانوني: الشخص المعاق ذهنياً هو غير قادر على الاستقلالية في تدبير شؤونه بسبب حالة الإعاقة الدائمة أو توقف النمو العقلي في سن مبكرة
3- التعريف الاجتماعي: حالة عدم اكتمال النمو العقلي بدرجة تجعل الفرد عاجزا عن التكيف مع الآخرين مما يجعله دائما بحاجة إلى رعاية وإشراف ودعم من الآخرين.

أسباب التخلف العقلي:
 الأسباب الوراثية : تحمل الجينات الصفات الوراثية التي يكون لها تأثير على الجين لحظة الإخصاب , فحين تكون صفات التخلف العقلي سائدة وظاهرة على الوالدين فأنها تظهر في الأبناء (1:3) وعندما تكون متنحية بحيث لا تظهر على الوالدين وبإمكانهم توريثها.
o       مرحلة الحمل:
العوامل التي تتعرض لها الأم الحامل من : عوامل نفسية وعاطفية – التعرض للأشعة وتناول المضادات الحيوية والأدوية كأدوية السرطان والصرع – والإصابة بأمراض معدية – التعرض لصدمات أو حوادث – الإصابة بارتفاع الضغط والسكر – تناول الكحول – سوء التغذية.
o       مرحلة الولادة:
ولادة متعسرة – اختناق المولود – نقص في الأوكسجين – الولادة المكبرة – التفاف الحبل السري على عنق المولود.
o       مرحلة بعد الولادة:
الوقوع من أماكن مرتفعة – حوادث سيارات – ارتفاع الحرارة – التسمم بمواد الرصاص – الأورام الدماغية- الناتجة عن الوقوع أو الصدمات.




خصائص الأطفال المتخلفين عقلياً:
o       الخصائص العامة
تباين خصائص النمو والانفعال والسلوك المختلفة في نوعية ومعدل نموها للأطفال المتخلفين عقلياً مع تلك التي لدى الأطفال العاديين ممن يماثلونهم في العمر الزمني.
o       الخصائص العقلية والمعرفية
يتضح لديهم قصور ملحوظ في الخصائص العقلية والمعرفية والذي يتضح من نتائج الاختبارات النفسية, ويكون غالبا في الخصائص التالية:
عدم القدرة على الانتباه والتذكر – المشكلات والصعوبات اللغوية والكلامية –  تنظيم المعلومة ومعالجتها.
o       الخصائص البدنية والحركية
يكون النمو البدني لدى الأطفال المتخلفين عقلياً من الدرجة البسيطة مماثلاً إلى حد كبير في إقرانهم من الأطفال العاديين
o       الخصائص الأكاديمية
يترتب على القصور في القدرة العقلية والمعرفية تدني في القدرة الأكاديمية لدى حالات التخلف العقلي البسيط حيث يظهر المتخلفين عقليا مستويات متدنية في معظم المجالات الأكاديمية ( كالقراءة – واللغة والحساب – والكتابة ) وبالتالي يظهر هناك تباعد كبير بين العمر العقلي والعمر الزمني
o       الخصائص الشخصية والاجتماعية والسلوكية
تتمثل في قصور في الإدراك الاجتماعي – وفي المهارات الاجتماعية – وفي عملية التفاعل الاجتماعي.

تصنيف فئات التخلف العقلي:
v   التصنيف الطبي
يصنف حالات التخلف العقلي وفقاً لأسبابها وخصائصها الإكلينيكية المميزة, وتتضمن حالات التخلف العقلي:  استسقاء الدماغ   : صغر حجم الجمجمة  :  متلازمة داون
v   التصنيف التربوي
يقسم الفئات معتمدة على مبدأ الصلاحية للتعلم والتعليم:
التخلف العقلي البسيط (القابلون للتعلم)
القابلون لتعلم المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب, وتتراوح درجة الذكاء لديهم من 55- 70 درجة.
التخلف العقلي المتوسط (القابلون للتدريب)
والتي تكون غير قادرة على تعلم المهارات الأساسية ويمكن تدريبها على المهارات الاستقلالية كالعناية بالنفس بجانب مهارات التهيئة المهنية والتأهيل المهني , وتتراوح درجه الذكاء لديهم من 25- 55 درجة
التخلف العقلي الشديد  الاعتماديون)
وهم الفئة الأقل ذكاء عن 25 درجة, ويكونوا غير قادرين على القيام بأي مهارة, مع احتياجهم للاعتماد على الآخرين في كل شئونهم.
مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة:
يقدم المركز خدمات وبرامج لجميع حالات التخلف العقلي بفئاتها المختلفة من الجنسين بنين وبنات بشكل فردي وجماعي، حيث يتم تشخيص وقياس الحالة بمقاييس حديثة ومقننة للتأكد من درجة ذكاءها وتحديد مستوى الإعاقة, ليتم تقديم الخدمات والبرامج المتخصصة والمتطورة في مجال تدريب وتعليم حالات التخلف العقلي على يد كادر مؤهل ومدرب تسانده العديد من الخدمات المساندة التي تحتاجها كل حالة.

متلازمة داون:
n    تشير كلمة متلازمة داون إلى مجموعة من العلامات والسمات  التي توجد وتظهر مجتمعه في آن واحد وهو واحد من أسباب التخلف العقلي الأكثر شيوعاً، ويؤدي إلى تباطؤ في النمو العقلي والحركي.
n    وهي اضطراب خلقي ينتج عن خلل في الموروثات، أناتج عن زيادة كروموسوم في خلايا الجسم (تثلث الصبغي رقم 21)
ويسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية والاختلال الجسدي، وتصيب متلازمة داون واحد من كل 800 طفل.
أنواع متلازمة داون:
- التثلث الحادي والعشرين: يشكل حوالي 95% من حالات متلازمة داون، يتكرر الصبغي 21 ثلاث مرات بدلا من مرتين في كل خلية جاعلا عدد الصبغيات 47 بدلا من 56 صبغي.
- الانتقال الصبغي: ويشكل 4% من حالات متلازمة داون، ينفصل الصبغي رقم 21 ويلتصق بصبغي آخر.
- النوع الفسيفسائي: و يشكل 1% من حالا متلازمة داون، وفي هذا النمط يوجد نوعان من الخلايا في جسم الشخص المصاب، فبعضها تحوي العدد الطبيعي من الصبغيات أي 46 ، وبعضها الآخر يحوي 47 صبغي.
الأعراض الجسمية:
 صغر حجم الرأس، قصر القامة، تسطّح الرأس من الخلف.
دقة ملامح الوجه، انحراف العين للأعلى، تسطح الأنف وصغره، ضخامة حجم اللسان وبروزه.
راحة الكف تحوي خطأ واحدا في الغالب،غالبا ما تكون اليدان قصيرتان وعريضتان،ضعف في العضلات.
غالباً يوجد عيوب خلقية في القلب، أو في المعدة والأمعاء أو في السمع، أو في العمود الفقري العنقي.
التشخيص والعلاج:
n    يتم تشخيص متلازمة داون عادة عند الولادة عن طريق الملامح الجسدية المميزة للطفل، ويتم التأكد بعدها باختبار الدم ( تحليل الكروموسومات)
n    يوصي الطبيب بعمل برنامج لدعم الطفل وأسرته، فالأطفال المصابون بـ متلازمة داون يمكنهم بالفعل الاستفادة بأكبر قدر ممكن من قدراتهم، وكثيرون منهم يتعلمون القراءة ويمكنهم أن يعيشوا حياة مستقلة عن طريق التعليم المستمر والدعم المباشر.
ويمكن لكثير من الأسر أن تنتفع بالاشتراك في إحدى جماعات الدعم الاجتماعي.
n    أساليب العلاج: لا يوجد علاج  لمتلازمة داون، بسبب عدم القدرة على تغيير الصبغة الوراثية، ويكون العلاج بالتخفيف من المشكلات التي يتعرض لها الطفل المصاب بالمتلازمة، من خلال الأساليب التالية:
n    توفير الرعاية الصحية الجيدة للطفل المصاب بـ متلازمة داون.
n    تعليم وتدريب الطفل في مدارس خاصة إذا كانت درجة الإعاقة كبيرة.
n    إعادة التأهيل للأطفال الذين لم ينالوا الرعاية الكافية منذ البداية .
n    التمارين الرياضية لتقوية عضلاتهم وتحسين معنوياتهم  بالإضافة لأنواع مختلفة من العلاج الطبيعي.
n    مساندة الوالدين قدر الإمكان، ولا بد أن تبدأ هذه المساندة منذ لحظة التشخيص.
n    توفير فرص العمل للبالغين المصابين بـ متلازمة داون، ويمكنهم العمل في أعمال مختلفة بعد التدريب.
n    الجمعيات والمراكز المعنية بهم:
n    جمعية متلازمة داون بالرياض.
n    التعليم الخاص التابع لوزارة التربية والتعليم، والرئاسة  العامة لتعليم البنات، والشؤون الاجتماعية.
n    مدارس خيرية النهضة لمتلازمة داون، التابعة لجمعية النهضة النسائية الخيرية.
n    مركز الجفال بجدة.

التوحد:
كيف تم التعرف على التوحد؟
في عام 1943م وصف الطبيب النفسي ليوكانر في مقاتلة أعراض مرضية ظهرت على إحدى عشر مريضا تابع حالتهم على مدى سنوات في عيادته تختلف عن الإعراض النفسية التي تعود على متابعتها و استعمل مصطلح التوحد لأول مرة للتعبير عنها وتتابعت البحوث والدراسات في التعرف على أسبابه.
n    التوحد اضطراب معقد للتطور يظهر في السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل نتيجة خلل وظيفي في المخ والأعصاب. ولم يصل العلم إلى تحديد أسبابة. 
n    سمات التوحد: يتصف التوحد بوجود تأخر في اكتساب اللغة لدى الطفل وضعف في العلاقات الاجتماعية مع من حوله أيضا يكون للطفل  حركات متكررة أو اهتمامات محددة.......وتظهر الأعراض عادة إما  واضحة في ضعف التواصل الاجتماعي واللغوي منذ السنة الأولى ..إما في حالات أخرى فيكون الطفل قد مر بمرحلة تطور طبيعية ...ولكن حصل له تراجع  ففقد المهارات اللغوية أو الاجتماعية بعد بلوغه السنة والنصف أو السنتين  
n    نسبة انتشاره: نسبة التوحد 75 حالة في كل 10000  وهى في الذكور أكثر من الإناث  بنسبة 4 إلى 1 إن نسبة التوحد أصبحت حاليا حوالي 1 في كل 150 
n    أيضا  ارتفاع نسبة التوحد وصل إلى 110 % في السنة مقارنة بالاضطرابات الأخرى مثل التخلف العقلي حيث ارتفع بنسبة 17.5 % , الصرع ارتفع بنسبة 12.6 %  والشلل الرعاش بنسبة 12.4 %
n    إذا الأعداد في ازدياد مستمر  سواء كان في الخارج أو في بلادنا العربية  ولكن للأسف لا يوجد إحصائيات رسمية لدينا إلى الآن...

أسباب التوحد:
 ترجع أسباب التوحد إلى وجود عاملين أساسيين  لدى الطفل.
 الأول: عوامل جينية وراثية  حيث يكون لدى الطفل من خلال جيناته قابلية للإصابة بالتوحد ..ومازالت الأبحاث قائمة في مجال الجينات بشكل مكثف  .... 
  الثاني:  عوامل خارجية  مثل تلوث البيئة  بالمعادن السامة كالزئبق والرصاص  واستعمالات المضادات الحيوية بشكل مكثف أو التعرض للالتهابات أو الفيروسات...وغيرها من الأسباب.
التغيرات الطبية الحيوية التي تحدث نتيجة لأسباب التلوث هي:
1.     زيادة تكاثر الكانديدا ( الفطريات ) والبكتريا في الأمعاء
2.    زيادة نفاذية الأمعاء   Leaky   Gut 
3.    نقص الفيتامينات والمعادن وضعف التغذية بشكل عام.
4.    ضعف المناعة
5.    وزيادة الحساسية  ونقص مضادات الأكسدة
6.    نقص الأحماض الدهنية ونقص قدرة الجسم على التخلص من السموم والمعادن السامة.
أنواع طيف التوحد:
التوحد التقليدي  Clasical Autism
 2 – اضطراب اسبرقز
Asperger's   Disorder
 3 –    اضطراب ريتز
Rett’s  Disorder
 4 – الاضطراب التفككي   
Disintegrative  Disorder
 5 –
PDD NOS   وجود بعض سمات من التوحد .
أعراض التوحد التقليدي:
ويتميز بثلاثة أعراض رئيسية
 1 – ضعف العلاقات الاجتماعية.
 2 – ضعف الناحية اللغوية .
 3 – الاهتمامات و النشاطات المتكررة.
و قد يصاحبه اضطرابات في السلوك مثل نشاط زائد و قلة تركيز أو نوبات غضب شديدة  أو صعوبة في النوم وقد يظهر سلوكا مؤذيا لنفسه وأيضا تبول لا إرادي ...هناك بعض الحالات يصاحبها تشنجات (صرع)
n    التخلف العقلي ونسبة الذكاء : التخلف العقلي هي إعاقة منفصلة تماما عن التوحد ...قد يكون مصاحب للتوحد انخفاض لنسبة الذكاء ....ولكن هناك أيضا أطفال توحيديين درجة ذكائهم في المعدل الطبيعي أو مرتفع.
1-             ضعف التواصل الاجتماعي:
ضعف في العلاقات الاجتماعية مع أمه ..أبيه  مع أفراد العائلة والغرباء . بمعنى أن الطفل لا يهتم بوجود الآخرين .. لا يفرح عندما يرى أمه أو أبوه .. لا ينظر إلى الشخص الذي يكلمه ... لا يستمتع بوجود الآخرين و لا يشاركهم اهتماماتهم ...و لا يحب أن يشاركوه العابة .....يحب أن يلعب لوحده ... و لا يحب أن يختلط بالأطفال الآخرين.
أيضا لا يستطيع أن يعرف مشاعر الآخرين أو يتعامل معها بصورة صحيحة (مثل أن يرى أمه تبكي أو حزينة فهو لا يتفاعل مع الموقف بصورة طبيعية مثل بقية الأطفال )
2-             ضعف في التواصل اللغوي:
ضعف في التعبير اللغوي أو تأخر في الكلام ..
أحيانا استعمال كلمات غريبة من تأليف الطفل و تكرارها دائما
أو إعادة آخر كلمة من الجملة التي سمعها.. ..
 أيضا قد يكون هناك صعوبة  في استعمال الضمائر فمثلا لا يقول " انأ أريد أن اشرب " بل  يستعمل ا سمه فيقول " حسن يريد أن يشرب "
3- نشاطه و اهتماماته وألعابه متكررة و محدودة
فلا يوجد فيها تجديد مثل أن يلعب بالسيارات فقط أو المكعبات أو طريقة لعبه لا تتماشى مع اللعبة التي يلعب بها مثل أن يرص السيارات  الصغيرة بطريقة معينة بدل من أن يتخيل أنها تسير في الطريق .
 أيضا يحب الروتين و لا يحب التغيير في ملابسه أو أنواع أكله أو طريقة تنظيم غرفته ..
التعلق بالأشياء مثل مخدة معينة أو بطانية و يحملها معه دوما و قد يكون عنده أيضا  حركات متكررة لليد و الأصابع .
تشخيص التوحد:
n      تشخيص التوحد في الخارج يتم مبكرا من عمر 18 شهر في مراكز متخصصة ....وذلك باستعمال اختبارات عالمية معتمدة في تشخيص التوحد مثل اختبار   ADI   , ADOS   
n    ويتم الكشف على الطفل من قبل فريق متعدد التخصصات يشمل الطبيب النفسي ( الذي له صلاحية طلب التحاليل الطبية والعلاج الطبي ) والأخصائي النفسي ( المتخصص في علم النفس ويقوم بعمل اختبارات الذكاء ) وأخصائي التخاطب ( الذي يقيم الطفل من الناحية اللغوية ويعرف هل مستواه اللغوي يتماشى مع عمره)  وأخصائي العلاج الوظيفي أو المختص التعليمي ( الذي يقيم الطفل من الناحية التعليمية ويضع له البرنامج التعليمي المناسب له.  
n    وفي الوطن العربي  يتم التشخيص من قبل طبيب متخصص في إحدى الاختصاصات التالية ( طبيب نفسي \ طبيب نفسي أطفال \ طبيب أطفال متخصص في النمو والتطور \ طبيب أطفال أعصاب ) 
n    ومن الأفضل أن يكون لديه خبرة بالتشخيص ويستعمل اختبارات معتمدة مثل: المقابلة التشخيصية للتوحد  ADI -  وهى عبارة عن أسئلة توجه للوالدين  تتكون من حوالي 97 سؤال  تستغرق حوالي الساعة  وتغطي عدة جواب اجتماعية \ تواصل \ سلوكية.
n      أيضا  المراقبة الإكلينيكية لسلوكيات الطفل هامة في التشخيص، وهناك الاختبار المشهور المسمي ADOS-G    
n     أيضا يحتاج الطبيب إلى بعض الفحوصات والتحاليل لاستبعاد أمراض أخرى  مثل فحوصات السمع وتخطيط المخ وتحاليل الغدة الدرقية  وغيرها من الفحوصات الهامة ...
n    هناك أهمية كبرى في التشخيص المبكر  فقد اثبت الأبحاث أن تلقى هذه البرامج  التعليمية  مبكرا  يعطي نتائج ايجابية مستقبلا  
الطرق العلاجية:
n    التعليم والتدخل المبكر :
أو ما يسمي 
Early Intervention حيث أن التدخل المبكر مهم جدا في السن المبكرة ويتم ذلك بوضع خطة فردية للطفل على حسب قدرته التعليمية  . وذلك بعمل اختبار ( سايكواديوكيشنل بروفايل )    ( psych educational profile أو ما يسمى اختصارا بيب تست     PEP TEST
n     وهناك عدة برامج منها التحليل السلوكي  أو ما يسمي ب ABA  applied behavior analysis  وأحيانا يسمي  LOVAAS أيضا هناك برنامج تيتش    TEACCH  من نورث كارولينا والذي يعتمد على تنظيم البيئة بشكل نظري واستعمال الجداول.
n    وتقدر عدد الساعات التعليمية التي يحتاجها الطفل إلى حوالي 40 ساعة أسبوعيا  ......ولكن قد يتردد بعض الأطباء في إعطاء تشخيص التوحد ...عندما يكون لدى الطفل بعض أعراض من التوحد فقط  ....ولكن ما انصح به في هذه الحالة  عدم الانتظار ...والقيام باختبار تقيم قدرات الطفل ووضع برنامج تعليمي خاص به معتمدا على نقاط الضعف لديه أو القوة ....فمثلا لو كان ضعيف في الناحية اللغوية ...من المهم البدء بجلسات التخاطب ..ولو كان هناك نقص في القدرات الإدراكية مهم التركيز عليها ووضع تمارين تقوي هذا الجانب ...أو وضع تمارين تقوي مهارة تاذر العين مع اليد .....الخ

تنظيم البيئة:
ويقصد بها تنظيم الوقت للنشاطات المختلفة .... وتستعمل الجداول في ذلك.... وتصمم حسب قدرات الطفل,   فهناك  جداول  نظرية على مستوى الأشياء وذلك يكون بتعليق الأشياء والمجسمات على الجدول مثل تعليق البامبرز  لوقت التدريب على الحمام  \ تعليق طبق صغير من البلاستك  لوقت الأكل....وهكذا    أيضا هناك جداول على مستوى الصور الفوتوغرافية، وكذلك  مستوى  الرموز  ومستوى الكلمات اختيار اى مستوى من هذه الجداول يعتمد على قدرات الطفل الإدراكية ... كذلك هناك إمكانية التدرج من مستوى إلى آخر.
جلسات التخاطب:
جلسات التخاطب مهمة للأطفال التوحيديين لتقوية الجانب اللغوي لديهم، ويستعمل أخصائيين التخاطب البطاقات الملونة كوسيلة لتعليم الطفل الكلمات والجمل ....  أيضا يستطيع الآباء والأمهات عمل جلسات لأبنائهم  إضافة للجلسات التي يأخذها الطفل لدى أخصائي التخاطب  ....لابد من تجميع الصور  سواء كان  قصها من المجلات أو شراءها جاهزة... وقد قامت شركة ونسلو  بإصدار بطاقات على شكل مجموعات  مثلا  مجموعة الطعام, مجموعة الأشياء , صور للمطابقة , صور متسلسلة على هيئة قصة قصيرة , أيضا أشرطة  للأصوات مختلفة مثل صوت حيوانات أو أشياء   (وهذه تستعمل للإدراك الحسي السمعي) 
n    جهود المملكة في التوحد: قامت أول جمعية تهتم بفئة التوحد بجهود فردية وهي جمعية الفصلية بجدة عام1413هـ
n    ثم بدا الاهتمام بالتوحد والخدمات المتخصصة بالأطفال الذين يعانون
من التوحد على المستوى الرسمي بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1418 هـ حيث خطت خطاها الأولى من خلال ثلاث برامج في كل من الرياض وجدة و الدمام ثم تزايد هذا العدد ليصل إلى 27 برنامجا منها  25 للبنين واثنين للبنات منتشرة في مدن المملكة المختلفة خلال العام 1424هـ
                                             
تعريف اضطراب نقص الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد مع فرط الحركة
حالة مزمنة تتسم بمستويات غير ملائمة من نقص الانتباه، والنشاط الزائد والاندفاعية، وله تأثير على الأداء النفسي للطفل والمراهق، والفرد الذي يعاني منه يظهر قدرة أكاديمية منخفضة، وضعف في التحصيل الأكاديمي إلى جانب العديد من المشكلات التي تتعلق بالعلاقات مع الرفاق وتدني مفهوم الذات.
l    يُعرَّف النشاط الحركي الزائد بأنه حركات جسمية تفوق الحد الطبيعي المعقول. و يعرف بأنه سلوك اندفاعي مفرط وغير ملائم للموقف وليس له هدف مباشر، و ينمو بشكل غير ملائم لعمر الطفل ويؤثر سلبا على سلوكه وتحصيله ويزداد عند الذكور أكثر منه عند الإناث.
l    وكثيرا ما يؤدي النضج والعلاج إلى التناقص في النشاط خلال سنوات المراهقة، إلا أن اضطراب النشاط الحركي الزائد وضعف القدرة على التركيز قد يستمر خلال سنوات الرشد عند بعض الأشخاص والذين يمكن تقديم المعالجة لهم أيضا .

كيف نتعرف على هذا الاضطراب؟
يتميز بثلاث سمات رئيسية:
1- نقص الانتباه (Inattention) أو عدم التركيز أو ضعفه لفترات طويلة، سهولة تشتت الذهن بالمؤثرات المحيطة، كثرة أحلام اليقظة و السرحان و كثرة النسيان المتكرر مما يؤثر على مستواه العلمي بالرغم من سلامة الطفل عقليا.
 2-  فرط الحركة (Hyperactivity) الزائدة عن المعدل الطبيعي المصحوبة بنشاط دائم، يظهر في عدم استقراره في الفصل أو عدم انضباطه في الطابور المدرسي، التململ بسرعة أو كثرة جريه في البيت أو لعبه بصوت مرتفع.
 3- الاندفاعية (Impulsivity) أو التصرف دون تريث أو حساب لعواقب الأمور، مما قد يعرض الطفل إلى مواقف محرجة أو خطرة، كالجري خلف الكرة في الشارع المزدحم بالسيارات أو تسلق الأماكن المرتفعة.

أسباب الاضطراب:
l    يعزوا كثير من الباحثين أسباب اضطراب الـ ADHD إلى عوامل بيولوجية و نفسية و اجتماعية، فلقد أظهرت بعض الدراسات أن 25% من والدي هؤلاء الأطفال كانوا يعانون من ADHD في طفولتهم كما إن نسبة توريثه قد تزيد عن 60% في كثير من الحالات. و في دراسات أخرى لوحظ انخفاض في النشاط المخي، خصوصا الفص الأمامي أو تلف بعض خلايا المخ نتيجة نقص الأكسجين بسبب تعسر الولادة. كذلك فإن الإكثار من تناول السكريات قد يؤدي إلى النشاط الزائد و ليس بالضرورة كونه سببا مباشرا لفرط الحركة. كما أن تفكك الأسرة واضطرابها أو كثرة الأبناء مع سوء التربية أو ضعفها قد يسهم في الإصابة به.
l    ولا زالت أسباب هذا الاضطراب غير معروفة، إلا أن هناك دراسات تشير إلى ما يلي:
l    - وجود اضطراب عند  الطفل في المواد الكيماوية التي تحمل الرسائل إلى الدماغ.
l    - قد ينجم الاضطراب عن التسسمات المزمنة أو عن أذية دماغية قديمة
l    - عوامل وراثية واضطراب في الكروموسومات
l    - بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن قلة النوم عند الطفل على المدى الطويل قد تكون سببا في هذه الحالة، وأخرى تشير إلى تردي الحالة النفسية والانفعالية للأم أثناء فترة الحمل بالطفل، أو طبيعة التنشئة الأسرية التي تتبع نظام التسامح الزائد أو الحماية المفرطة.
l    -  وتوجد دراسات أخرى تشير إلى أغذية الطفل التي تحتوي على المواد الحافظة والملونات والمشروبات الغازية.


أعراض عدم الانتباه:
l    كثيراً ما يعجز عن الانتباه الدقيق للتفاصيل، أو يرتكب أخطاء إهمال في الواجبات المدرسية أو الأنشطة الأخرى.
l    كثيراً ما يجد صعوبة في إدامة الانتباه في المهام المكلف بها، أو في أنشطة اللعب.
l    كثيراً ما يبدو غير مصغٍ عندما يتحدث إليه أحد بشكل مباشر.
l    غالباً لا يواصل إتباع التعليمات، ويعجز عن إكمال الواجبات المدرسية.
l    كثيراً ما يجد صعوبة في تنظيم المهام والأعمال.
l    كثيراً ما يتجنب أو يكره وينفر من الاشتراك في المهام التي تتطلب جهداً ذهنياً متصلاً، مثل الواجبات المدرسية.
l    كثيراً ما يضيع الأشياء الضرورية لأعماله أو أنشطته، مثل: الدمى أو الأقلام..الخ
l    غالباً سهل التشتت بالمثيرات الخارجية.
l    كثير النسيان في نشاطاته اليومية.
أعراض فرط النشاط:
l    كثيراً ما يتململ بيديه أو قدميه أو يتلوى في مقعده.
l    كثيراً ما يترك مقعده في الفصل أو في مواقف أخرى تتطلب منه أن يبقى جالساً.
l    كثيراً ما يفرط في الجري أو التسلق في مواقف غير ملائمة ( في حالة المراهقين والراشدين قد يقتصر ذلك على مشاعر ذاتية من عدم الاستقرار).
l    غالباً لديه صعوبة في أن يلعب أو يمارس أنشطة وقت الفراغ بهدوء.
l    غالباً ناشط في غير كلل، وغالباً يسلك كما لو كان مدفوعاً بمحرك.
l    غالباً كثير الكلام.
أعراض الاندفاعية:
l    غالباً ما يندفع في الإجابة قبل اكتمال السؤال.
l    كثراً ما يجد صعوبة في انتظار دوره.
l    غالباً ما يقاطع الآخرين أو يتطفل عليهم، مثل: الدخول في الحديث أو اللعب). 
من الأشخاص الذين ينتبهون لهذه الأعراض؟
l    الأم.
l    مربية الحضانة.
l    معلم المراحل الابتدائية.
l    أخصائيو النطق في كثير من الأحيان هم أول من يسترعي انتباههم ضعف تركيز الطفل و سهولة تشتته أو كثرة حركته في البيت أو المدرسة.
l    الطبيب المعالج.

كيف يشخص نقص الانتباه المصحوب بزيادة الحركة والاندفاعية ADHD؟
l     يتم التشخيص من قبل الطبيب النفسي (سريريا)، أو طبيب الأطفال، أو الأخصائي النفسي المعالج، أو طبيب العائلة المتخصص، بالاستعانة أحيانا ببعض المقاييس مثل: ـBarkley Rating Scale أو Conner Rating Scale . مع أهمية ملاحظة الاضطرابات الأخرى المسببة لتشتت الذهن أو فرط الحركة، مثل الصرع البسيط (Petit Mal Epilepsy )، ضعف حاسة السمع الناتج عن التهاب الأذن الوسطى المتكرر، الربو الشعبي، اضطرابات الغدة الدرقية، السكر، صعوبات التعلم، اضطرابات القلق، التخلف العقلي، اضطراب التوحد، و الاضطرابات المزاجية أو السلوكية عند الأطفال و المراهقين.

آثار الاضطراب على الطفل:
l    يؤثر هذا الاضطراب على مدى تفاعل الطفل الاجتماعي مع الآخرين، فينفر منه أقرانه وينعته المعلم بالغبي مع أن مستوى ذكائه في المستوى الطبيعي أو أفضل من الطبيعي، وكذلك تطلق عليه الأسرة ألفاظاً كالطفل الشقي وغيرها، ونتيجة ذلك عادة ما تكون الثقة بالنفس لدى الطفل ضعيفة والسبب انه يخاصم داخل البيت، وفي المدرسة، ولا يرغب به بقية الأطفال، ويفشل في دراسته، ولا يستطيع الانجاز بالشكل الجيد المناسب... فتتكون لديه صورة سيئة عن نفسه وييأس من كونه قادراً على الإنجاز والأداء.
l    ويعاني أيضاً من اضطراب في المزاج مثل التقلب السريع للمزاج وكذلك الاكتئاب والقلق، وبعض الأحيان يختلط على الأطباء اضطراب المزاج مع اضطراب فرط الحركة وضعف الانتباه لكثرة ما يضطرب مزاج الطفل المصاب.



أساليب العلاج:
العلاج الطبي:
l    ويتم ذلك في العيادة الطبية حيث يفحص الطفلُ من قبل طبيب الأطفال أولا للتأكد من سلامته السمعية وخلوه من الأمراض معدية أو غيرها ومن ثم يحال إلى الطبيب النفسي أو طبيب الأمراض العصبية وهو بدوره يحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات عن طريق الوالدين والمدرسين والمرشد الطلابي و من كل من له علاقة مباشرة في التعامل مع الطفل . وبعد التشخيص يمكن أن يصف له العقار المناسب ومن العقاقير المستخدمة ما يلي:
1. المنبهات (stimulants) وهي من أشهر و أكفئ العلاجات مثل:     Ritalin  و Concerta , حيث تعمل على تنشيط مراكز التنبه و الحد من الحركة الفرطة، مما يعين الطفل على التركيز و الانضباط و القيام بواجباته.
 2. Strattera يعمل قريبا من سابقه، و لكن لفترات أطول مع مضاعفات جانبية بالجملة أقل.
3. مضادات الاكتئاب كـ Wellbutrin ,TCA حيث تساعد في تحسين المزاج و رفع معنويات المصاب بنقص الانتباه و فرط الحركة، و تقوية تركيزه، و التي بدورها تسهم في تحسين الأداء العام.
 4. Clonidine حيث يساعد على تخفيف الاندفاعية و الحركة المفرطة.

دور الأسرة في العلاج:
l    إن أكثر الطرق استخداماً العقاقير الطبية المنشطة نفسياً وأساليب تعديل السلوك. وتتضمن العقاقير المستخدمة لمعالجة النشاط الزائد «الريتاليين والدكسيدرين والسايلرت».
ومع أن هذه العقاقير منشطة نفسياً إلا أنها تحد من مستوى النشاط لدى الأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد وذلك بسبب اضطراب الجهاز العصبي المركزي لديهم، وبما أن النشاط الزائد غالباً ما ينخفض بشكل ملحوظ في بداية مرحلة المراهقة، فإن هذه العقاقير يمكن أن يتم إيقافها عندما يبلغ الطفل الثانية عشرة أو الثالثة عشرة.
العلاج المعرفي السلوكي:
l    ويهدف هذا النوع من العلاج إلى مساعدة الطفل على تقوية التركيز، و تقليل التشتت الذهني، و تعديل السلوك الاندفاعي من خلال النظام و التدريب و الوضوح و التدعيم.
l     توفير المناخ التعليمي الخاص للحالات الشديدة، و إعانتهم في تحصيلهم العلمي.
l      تدريبهم على المهارات الاجتماعية (Social Skills) المفقودة.
l    ويسعى هذا النوع من العلاج إلى التعامل مع خللٍ سلوكي محدّد مثل الاندفاعية، أو خلل معرفي مثل التشتت الذهني فيتم تدريب الطفل على تخطي هذه المشكلات . إن أهم المشكلات التي تواجه الطفل المصاب بهذا الاضطراب هو نقص القدرة على السيطرة على المثيرات الخارجية، ولذلك يحتاج هذا الطفل إلى برنامج متكامل وفق الآتي:

l    المرحلة الأولى: تتضمن تأمين وتهيئة بيئة اجتماعية تقل بها المثيرات الخارجية، وخاصة خلال الجلسة التعليمة أو أداء الواجبات المنزلية 0
l    المرحلة الثانية: تطبيق أساليب وفنيات العلاج السلوكي مثل التدعيم الإيجابي والسلبي والعزل ، حيث أن هذا الطفل يحتاج إلى معزّزات خارجية أكثر من غيره من الأطفال.
l    المرحلة الثالثة: تدريب الطفل على عملية الضبط والتنظيم الذاتي لسلوكه، حيث أن هناك مجموعة من الفنيات العلاجية لسلوك الطفل غير المرغوب فيه داخل الأسرة أو في المدرسة ، ولكن بتضافر جهود الجميع يصبح العلاج فعّالا 0
أساليب العلاج:
l    أسلوب التدريب على حل المشكلة في الموقف الجماعي.
l    أسلوب لعب الأدوار لتدريب الطفل على بعض المهارات الاجتماعية.
l    أسلوب الضبط الذاتي للسلوك.
l     أسلوب المطابقة: ويتم تدريب الطفل على فكرة مطابقة ما يقوله مع ما يفعله.

التوجيه والإرشاد التربوي:
توجيه وإرشاد الولدين إلى كيفية التعامل داخل المنزل مع الطفل المضطرب ، من خلال التعريف بهذا الاضطراب وطرق التعامل مع سلوك الطفل وأهمية تطبيق تعليمات الطبيب المختص وتوظيف الألعاب المناسبة في ذلك .
ـ توجيه وإرشاد المعلمين إلى كيفية التعامل مع الطفل داخل المدرسة.
توجيهات عامة للوالدين والمرشدين:
l    عدم الحكم على الطفل بأنه مصاب باضطراب نشاط حركي زائد إلا بعد ملاحظته ومراقبته (مدة لا تقل عن ستة أشهر) للتأكد من وجود التشتت والعدوانية والسلوك المندفع المصحوب بنشاط مفرط (غير عادي) يمارسه الطفل . وذلك من قبل الوالدين والمعلمين والمرشد الطلابي.
l     الأخذ في الاعتبار أنه قد يصاب بعض الأطفال بتشتت وضعف تركيز دون النشاط الحركي الزائد لأسباب متعددة.
l    يجب على الآباء مراجعة الطبيب المختص . وعلى المرشدين تحويل الطفل إلى وحدة الخدمات الإرشادية في حال الشك بأنه يعاني من هذا الاضطراب بعد الملاحظة الدقيقة للوقت الكافي.
l    عدم استثارة الطفل المضطرب حتى لا تزيد عدوانيته ، حيث أن العدوانية هي السلوك الغالب عليه .
l    إبعاد الأشياء الثمينة والخطرة والقابلة للكسر عن الطفل وأن يكون المنزل خاليا منها قدر الإمكان .
l    يحتاج هذا الطفل إلى علاقة حميمة للتأثير فيه، وتوجيه سلوكه.مع التعزيز اللفظي والمادي بالثناء والمديح وتقديم مكافأة مادية له عندما يقوم بنشاط مقبول وهادف ، (وهذا يناسب الأطفال الأصغر سنا ).
l    يحتاج هذا الطفل إلى الضبط لتعديل المواقف دون اللجوء إلى العنف أو الاستهزاء ،ويمكن إجراء التعاقد التبادلي ،حيث يتم الاتفاق مع الشخص المضطرب ووالده أو معلمة على تقديم مكافآت في مقابل التقليل من النشاط الزائد (وهذا يناسب الأطفال الأكبر سنا والمراهقين ).
l    عدم أخذ الطفل إلى رحلات طويلة بالسيارة ، أو أخذه إلى الأسواق لساعات طويلة ، وذلك مخافة التنبيه الزائد المستمر للطفل حيث أن ذلك يصعد نشاطه ـ يمتاز هذا الطفل بالذكاء في الغالب. فينبغي تعزيز ذلك .
l    إن هذا الاضطراب يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي للطفل 0 ولكن بتضافر الجهود بين المدرسة والمنزل يمكن الأخذ بيد الطفل إلى بر الأمان بإذن الله.
l    يحتاج الطفل المضطرب إلى تدريب تدريجي مستمر للجلوس على الكرسي دون حركة مفرطة أطول فترة ممكنة 0
l    عدم تدعيم السلوك المضطرب ( النشاط الحركي المفرط) ، بل اعتراضه وتوقيفه دون عنف ، وتوجيهه إلى سلوك آخر إيجابي .
l    تدعيم أي سلوك بديل ( مناقض )لنقص التركيز ،أو لزيادة النشاط غير الموجه.
l    عدم تكليف الطفل بأكثر من طلبين في نفس الوقت لأن ذلك يشتت انتباهه.
l    من الأهمية ألا تزيد فترة الاستذكار عن عشرين دقيقة في بداية الأمر، ثم يمكن زيادتها تدريجياً بعد فترة ، مع أهمية تهيئة الطفل لذلك مسبقا .
l    إذا وصف الطبيب للطفل دواء ( الريتالين ) فيجب التقيد بتعليماته بدقة مع أهمية الاستمرار في تطبيق الإرشادات التي ذكرت وكذا الغذاء الجيد دون الإسراف في تناول السكريات وكذا المنبهات والمشروبات الغازية التي تحتوي مادة الكافيين المنبهة والتي قد تساعد على زيادة الحركة.
l    من الأفضل تجنب التشويش والمقاطعة أثناء الاستذكار ،مع أهمية الهدوء التام في المنزل لزيادة التركيز ولسرعة الانجاز،مع الحرص على الهدوء قبل موعد النوم بمدة كافية .
l    تقسيم المهارات المطلوبة والواجبات إلى وحدات أصغر لإنجازها وفق جدول منظم.
l    مراعاة أن اللعب مع شخص أو شخصين أفضل من اللعب مع مجموعة .
l    توجيه الطفل إلى الألعاب الهادئة والمفيدة بشكل عام 0
l    تذكير الطفل بالعودة إلى عمله الذي يقوم به في المدرسة أوفي المنزل . مع أهمية تطبيق نظام ثابت من المتوقع أن يستطيع الطفل تطبيقه بدقة ، مع ضرورة التعزيز الفوري وأن ينفذ وفق خطوات سهلة وواضحة وقليلة .
l    التأكيد على المراقبة المستمرة لسلوك الطفل بشكل عام ، ووضعه على إحدى المقاعد الأمامية بالفصل، لأن ذلك يساعد على ضبطه بدرجة أكبر .

الموهوبون:
الموهبة نعمة من الخالق عز وجل وهبها لفئة من الأفراد، وتفوق في الحواس والإدراك العقلي إلى حد الابتكار و الاختراع، ونسج ما يتكون في العقل الباطني من صور وخيالات يقوم الموهوب بتجسيدها في الحقيقة وخلقها حتى تتكون صورة ملموسة ومحسوسة مما يراه في عقله ويشعره في داخله .
يعرف مكتب التربية الأمريكي الأطفال الموهوبين:
بأنهم أولئك الأطفال الذي يتم تحديدهم والتعرف عليهم من قبل أشخاص مهنيون مؤهلون والذين لديهم قدرات عالية والقادرين على القيام بأداء عالي ويحتاجون إلى برامج تربوية مختلفة وخدمات إضافة إلى البرامج التربوية العادية التي تقدم لهم في المدرسة وذلك من أجل تحقيق مساهماتهم لأنفسهم والمجتمع .
-
كذلك يعرف (رينزولي) الطفل الموهوب بأنه ذلك الفرد الذي يظهر قدرة عقلية عالية على الإبداع وقدرة على الالتزام بأداء المهمات المطلوبة منه .
ويؤكد البعض على التفوق في الموهبة ، ويؤكد البعض الآخر على التفوق في الآداب ، وبينما ينظر فريق آخر إلى مظاهر الموهبة في قياس الذكاء . وحيث أنه توجد أنواع مختلفة من المواهب ، إلى أنه لا يوجد حتى الآن اتفاق عام على تعريف الطفل الموهوب، فقد أطلق مصطلح موهوب  Gifted على الشخص الذي يمتلك قدرا عاليا من تنوع القدرات بينما يستخدم المصطلح نفسه على شخص آخر يملك قدرا عاليا من القدرة في مجال واحد .
وهناك تعريف يقول أن الموهوب هو ذلك الطفل الذي يظهر أداءً مرموقا بصفة مستمرة في أي مجال من المجالات ذات الأهمية . ,’
أما تعريف ( ويتي ) الذي تبنته الرابطة الأمريكية ، فإنه يرى أن الأطفال الموهوبين هم أولئك الأفراد الذين يكونون ذوى أداء عالي بدرجة ملحوظة وبصفه دائمة في مجالات الموسيقى أو الفنون أو القيادة الاجتماعية .
وتدور التعاريف جميعا حول ثلاثة مفاهيم أساسية للموهبة، وهي :
أ‌- التفوق في القدرة المعرفية .
ب-الابتكار في التفكير والإنتاج .
ج- المواهب العالية في مجالات خاصة.

خصائص الموهوبين
الخصائص العقلية
‌أ- قدرة عالية على حفظ المعلومات .
‌ب- تفوق في التحصيل الدراسي
‌ج- تعلم القراءة في سن مبكر
‌د- قوة التركيز وسرعة الانتباه
‌ه- حب الاستطلاع والاكتشاف
‌و- القدرة العالية عن التعبير عن الأفكار
‌ز- دقة الملاحظة والتركيز على التفاصيل
‌ح- التفاعل مع النظم الرمزية من خلال التعامل معها في سن مبكر
‌ط- القدرة العالية على التفكير المجرد

الخصائص الجسمية
‌أ- أكثر طولا ووزنا من الأطفال العاديين
‌ب- الصحة البد نية حيث يكونون اقل عرضة للأمراض من الأطفال العاديين
‌ج- المشي في سن مبكر
‌د- النوم فترات قليلة

الخصائص الاجتماعية والانفعالية
‌أ- القدرة العالية على القيادة والاتصال
‌ب- الاستقلالية والنضج الانفعالي الواعي في سن مبكر
‌ج- واقعية مرتفعة لدى الطفل الموهوب
‌د- اللعب أو الاتصال مع الأطفال الأكبر منه سناُ
‌ه- تحمل المسؤولية والاهتمام بقضايا الآخرين
‌و- الاتزان الانفعالي الواعي للموهوبين
‌و - التصرف في حكمة في المشكلات.

الخصائص النفس حركية
‌أ- التميز في سن مبكر في التآزر النفس حركي
‌ب- التحكم بالأدوات الصعبة التحكم
‌ج- القدرة العالية على لعب بعض الحركات الصعبة
‌د- الحب العالي للعب المعقدة>

الخصائص الإبداعية
‌أ- القدرة العالية على الخيال
‌ب- الحساسية العالية من المشكلات
‌ج- الطلاقة والمرونة في التفكير
‌د- الأصالة العالية في التفكير والحساسية للمشكلات
‌ه- التفكير بأكثر من حل للمشكلات.


المشاكل التي يعاني منها الموهوبين
1/ تدني مستوى تحصيلهم الدراسي مقارنة مع المستوى العالي للقدرة العقلية التي يمتلكونها .
2/ عدم التوازن في النمو الانفعالي والقدرات العقلية العالية للطلبة الموهوبين .
3/ الانسحاب والانطواء نتيجة عدم رضاهم عما يدور حولهم في المجتمع من تناقضات .
4/ اتجاهات الآخرين السلبية نحوهم بسبب الغيرة منهم .
5/ قلة الرفاق الموثوق بهم لأنهم يتعاملون مع الطلاب الأكبر منهم سنا.
6/ التنافس الزائد من الأقران.
7/ افتراض المجتمع أن الطالب الموهوب ليسوا بحاجة إلى مساعدة وأنهم لا يواجهون أية مشاكل .
8/ الشعر الزائد بالمسؤولية تجاه الآخرين .
9/ النمو غير المتوازن بين الجسم والعقل حيث تنمو قدراتهم العقلية قبل النمو الجسمي.
 
10/مقاومة الروتين والسلطة.
11/ الشعور بالاغتراب النفسي والاختلاف عن العاديين.
12/ عدم ملائمة منهاج المدرسة للطلاب الموهيين حيث أن المنهاج الدراسي لا يلبي للطلبة الموهوبين 13/رغباتهم ولا يراعي قدراتهم العقلية لذلك يشعر الطالب الموهوب بالملل من المدرسة.
14/ التغيرات المفاجئة وعدم الثبات في سلوكيات معينة بالإضافة إلى التوترات المصاحبة في مرحلة المراهقة.
15/ وجود الاهتمامات والقدرات المتعددة التي تختلف عن العاديين..








الزهيمرAlzheimer
الزهيمر هو مرض دماغي يسبب تزايداً في فقدان الذاكرة والعمليات العقلية الأخرى. ونادراً ما يحدث قبل سن الخمسين.
أنواع الزهيمر:
يوجد نوعان من مرض الزهيمر، يتشابهان في الأعراض:
 الأول هو خرف الكهولة، الذي يبدأ عادة في العقد الخامس أو السادس من العمر.
 والنوع الثاني يسمى خرف الشيخوخة، ويبدأ عادة في العقدين السابع والثامن.
         ينسب اسم مرض الزهيمر Alzheimer إلى اسم طبيب الأعصاب الألماني AIios Alzhemer (1864 - 1915) الذي كشفه عام 1907، وحدّد فيه التغيرات النسجية الوصفية الحادثة في الدماغ، والتي تؤدي لهذا المرض المعطّل لنشاط الشخص الذهني والحركي.
         ويبدأ هذا المرض بشرود ذهني بسيط، مع شكوى المحيطين بالمريض من تكراره للأسئلة مرتين أو ثلاثا، ثم يبدأ بفقدان القدرة على متابعة الحوارات المعقدة، أو الاهتمام بما كان يسليه، من قبل. وفي أول الأمر يفسر الأهل ذلك بكبر السن أو الإرهاق، ولكن النسيان يتزايد باستمرار، فيصبح المريض أقل قدرة على التعرف على الأماكن التي اعتاد التوجه إليها، أو التعرف على وجوه الأشخاص المقربين منه، وبذلك يصبح في أمسّ الحاجة إلى مساعدة الآخرين في جميع أوجه الحياة اليومية.
         يعتبر داء الزهايمر من أمراض شيخوخة الدماغ، ويعدُّ من أكثر أسباب الخرف، وهو مشكلة صحّية آخذة في الازدياد، لاسيما في بلدان العالم المتقدمة، ويعاني منه حاليا أربعة ملايين أمريكي.
         ويقول الخبراء إن الإصابة بمرض الشلل والرعاش الزهيمر آخذة في الازدياد بسرعة كبيرة ويقدر الخبراء أن يصل عدد المصابين به بحلول عام 2025م إلى 22 مليوناً على مستوى العالم.
وقد اكتشف الأطباء إن تلفا طفيفاً في الذاكرة قد يفسر بأنه ناشئ عن التقدم العادي في السن والشيخوخة من الممكن أن يتطور ليصبح شللاً رعاشياً بنسبة 12 % وبحلول عام 2050 سيرتفع عدد المصابين بهذا المرض إلى حوالي 45 مليوناً مما يجعله منافساً لمرض السرطان.
         وهذا المرض يثير قلق مختلف المجتمعات الإنسانية، ويستأثر باهتمام السلطات الرسمية والأهلية، وتوضع الخطط لتحسين نوعية حياة المصابين بهذا المرض.
         ويصيب 18% من الأشخاص الذين يتجاوزون سن الخامسة والسبعين، ثلثاهم من النساء.
         ويزداد تفاقم المرض مع تقدم العمر، بحيث يتضاعف كل أربع سنوات، ولقد تبيّن من الدراسات أن 15% من الناس فوق 65 سنة يعانون من درجة من الخرف أو العته الشيخي DEMENTIA، وأن 20% ممن تجاوزوا سن الثمانين مصابون بالمرض.
         وحتى الآن لم يكن داء الزهايمر مندرجا في قائمة الأمراض الطويلة الأمد التي يبلغ تعدادها 30 مرضا، وإنما يندرج في إطار سلسلة من الأمراض كالرهاب، واضطرابات الشخصية الخطيرة، والتخلف العقلي.
مسبباته: تعزى الإصابة بالزهيمر إلى أسباب مختلفة كالوراثة والفيروسات والأمراض المناعية، والمواد السّامة وتلوُّث البيئة وغيرها.
         لقد حُدّدت ثلاثةُ عوامل رئيسة تؤثّر بشكلٍ ملحوظ على تطوّر المرض وهي
         العامل الوراثي.
         الجنس.
         والعمر..

         إن دور العامل الوراثي مازال غامضا، فهو واضح عند 10% من المرضى فقط، لقد استطاع علماء الوراثة منذ ثلاثة أعوام تحديد موضع الجينة(المورّثة ) المسئولة عن وراثة المرض، فوجد أنها متوضّعة على الصبغي 21 ولقد ربط العلماء بين مرض داون ( المنغولية ) ومرض الزهيمر، حيث يكون في الأول ثلاثة أزواج من الصبغي 21 بدل اثنين، وهذا الخلل ينشأ عنه تأخّر عقلي وتشوهات خارجية في الجسم. كما بينت الدراسة أن المنغولية أكثر انتشارا في العائلات التي أصيبت بمرض الزهيمر.كذلك فإن توضع المواد النشوانية في قشر الدماغ على شكل لويحات، والذي ينجم عنه تخّرب في بعض المراكز العصبية نتيجة وجود مستضدات مناعية معينة
         عاملي الجنس والعمر: تشير الإحصائيات إلى أن النساء أكثر إصابة من الرجال، فهن يصبن قبل عشر سنوات من إصابة الرجال عامة، كما أن إمكانية حدوث المرض تتضاعف كل 5 سنوات بعد سن 65.
          وبينت الدراسات أن احتمال الإصابة بالمرض تقلُّ مع ارتفاع المستوى التعليمي، لكن الأسباب الحقيقية مازالت غير واضحة تماما.
أعراضه: يتميز بفقدان تدريجي للوظائف العقلية، يبدأ بفقدان الذاكرة والاضطرابات السلوكية، ثم يتطور إلى الفقدان المتدرج لكل القدرات العقلية والجسدية.
ويصيب الشخص بطرق مختلفة و تعتمد آثاره اعتمادا كبيرا على حالة الفرد قبل الإصابة بالمرض من حيث شخصيته و حالته الجسمانية وأسلوب حياته ، و يمكن تحقيق أكبر تفهم لأعراض ألزهيمر في سياق ثلاث مراحل تطورية ( المرحلة المبكرة – المرحلة المتوسطة – المرحلة المتأخرة ) .
المرحلة المبكرة : عادة ما يتم تجاهلها أو تشخيصها خطأ بواسطة المتخصصين أو الأقارب أو الأصدقاء على أنها "كبر السن" أو كجزء طبيعي من عملية الأعمار , و نظراً لأن بداية المرض تدريجية فمن الصعب تحديد متى يبدأ بالضبط , و من الممكن حدوث ما يلي : ظهور صعوبات مع اللغة .
         فقدان كبير للذاكرة و بخاصةً الذاكرة للأحداث القريبة .
         توهان فيما يتعلق بالوقت 
         توهان في الأماكن المألوفة .
         الصعوبة في اتخاذ القرار .
         انعدام المبادرة و الدافع 
         أعراض الاكتئاب و العدوان .
         انعدام الاهتمام بالهوايات و الأنشطة .
المرحلة المتوسطة: و مع تقدم المرض تظهر المشكلات بصورة أوضح و أكثر تقييداً , و هنا يجد الشخص المصاب بألزهيمر صعوبة في أداء فعليات حياته اليومية بالإضافة إلى ما يلي : قد يصبح شديد النسيان خصوصاً للأحداث القريبة و الأسماء .
         لا يستطيع العيش بمفرده بدون مشاكل .
         لا يقدر على الطهي أو التنظيف أو التسوق .
         قد يصبح معتمداً اعتمادا كبيراً على الآخرين .
         يحتاج إلى المساعدة لقضاء حاجته و الاغتسال و ارتداء ملابسه .
         تزداد صعوبة الكلام .
         يظهر مشاكل التجول بدون هدف و الاختلافات السلوكية الأخرى .
         يفقد الاتجاهات في المنزل و المجتمع من حوله .
         قد يظهر أعراض الهلوسة .
         المرحلة المتأخرة: تتسم هذه المرحلة بتمام الاعتماد على الغير و فقدان النشاط و تصبح مشاكل الذاكرة خطيرة جداً و يبدأ الجانب الجسماني من المرض في الظهور أكثر فأكثر . صعوبة في تناول الطعام .
         عدم التعرف على الأقارب و الأصدقاء و الأشياء المألوفة له .
         صعوبة في فهم و ترجمة الأحداث .
         عدم القدرة على أن يجد طريقه داخل المنزل .
         مشاكل في المشي .
         فقد التحكم في المثانة و الأمعاء .
         سلوك غير لائق علانيةً .
         مقيد إلى كرسي العجل أو الفراش .
دور الأخصائية الاجتماعية مع حالات الزهيمر:
         تقديم الرعاية اللازمة والعطف الذي يمدّهم بالدفء الأسري والاجتماعي في مواجهة هذا المرض المزمن وذلك للتخفيف من آثاره على الفرد والأسرة والمجتمع .

شلل الأطفال:
         شلل الأطفال من أمراض العصر القديم، وظل عبر التاريخ مرضاً مخيفاً، نجمت عنه مئات الألوف من حالات الشلل في جميع أنحاء العالم، حتى تم اكتشاف لقاح ضده في خمسينيات القرن العشرين.
          وفي تاريخ الطب فقد تمّ الاستئصال الكامل لمرض الجدري المميت والمشوه، والذي كان يسبب البلاء للإنسانية، في العام 1980.
         يقدر أن هناك ما بين عشرة ملايين وعشرين مليوناً من الأشخاص من جميع الأعمار يعيشون بشلل الأطفال في العالم.
          ومنذ استخدام اللقاحات المضادة لشلل الأطفال أخذت الحالات في الاختفاء سريعا في كثير من بلدان العالم التي تصل فيها التطعيمات الروتينية إلى نسب مرتفعة بين الرضع وصغار الأطفال .
          وقد سجلت آخر إصابة محلية بهذا المرض في آسيا . وفي إقليم شرق المتوسط تحررت من شلل الأطفال بلدان متعددة بينما لا يزال المرض البلدان الأمريكية عام 1991 . كما أن بلدان غرب المحيط الهادي ومن بينها الصين ، أصبحت الآن خالية تماماً من هذا المرض . ولكن المرض لا يزال متوطناً في بلدان كثيرة ، تشمل العديد من بلدان أفريقيا وشبه القارة الهندية وجنوب شرق يتوطن في بلدان أخرى . ولقد كان عدد الحالات الجديدة التي سجلت في العالم كله عام 1997 يبلغ عُشر العدد الذي سجل في عام 1988 . وتتناقص الحالات المبلغة سريعاً مع استمرار الجهود الفعالة ضد المرض في جميع أنحاء العالم
         تعريف شلل الأطفال: هو التهاب يسببه فيروس، يصيب الصغار و أحياناً قد يصيب الكبار، ويؤدي الى الشلل الحركي التام.
         وتتراوح شدته من عدوى خفيفة بلا أعراض، أو علامات إلى مرض يصحبة شلل رخوي وعادة ما يصيب الأطراف السفلية، أو في حالات نادرة يكون الالتهاب شديداً يؤدي للوفاة كنتيجة لإصابة عضلات التنفس بالشلل.
         ولا يعد معظم مرضى شلل الأطفال مصابين بالشلل الدائم، لأن الشلل قد يحدث على درجات وفي عدة مجموعات من العضلات.
هناك نوعان من شلل الأطفال هما الشلل الشوكي والشلل البصلي، ومتلازمة ما بعد الشلل.
          والشلل الشوكي هو أكثر الأنواع شيوعاً ويحدث هذا النوع عندما تهاجم فيروسات الشلل الخلايا العصبية التي تتحكم في عضلات كل من الساقين والذراعين والجذع والحجاب الحاجز والبطن والحوض.
          أما الشلل البصلي فهو يعد من أخطر أنواع شلل الأطفال، وينشأ نتيجة تهتك الخلايا العصبية في جذع الدماغ، وتتحكم بعض هذه الأعصاب في عضلات البلع وتحريك العينين واللسان والوجه والعنق، وقد تتأثر كذلك الأعصاب التي تتحكم في التنفس ودوران السوائل في الجسم.
أعراضه:
أعراض شلل الأطفال مثل أعراض كثير من الأمراض، وهي تتمثل ألم الحلق والحمى والصداع والقي، وقد تكون هذه الأعراض خفيفة بحيث يصعب على الطبيب تشخيص المرض على أنه شلل الأطفال، أما الاصابات الشديدة فلها نفس الأعراض السابقة ولكنها لا تختفي ، ويبدأ التيبس في عضلات الظهر والرقبة وتصبح العضلات ضعيفة والحركة عسيرة، وقد يحدث الألم في كل من الظهر والساقين، وبخاصة اذا أصبحت هذه الأعضاء مشدودة أو ممدة، وقد يعجز الانسان عن الوقوف أو المشي اذا تمكن منه مرض الشلل.
مسبباته:
         توجد ثلاثة فيروسات تصيب بشلل الأطفال، وتسمى النمط الأول والثاني والثالث، حيث تهاجم الخلايا الحية في الجسم.
         وتنتقل الاصابة عن طريق الأنف والفم وتصل الى الأمعاء، وتتنقل مع الدم الى الدماغ عن طريق الألياف العصبية أو ينقلها الدم الى الجهاز العصبي المركزي. ثم تدخل في الخلية العصبية، وتتكاثر بسرعة حتى تموت الخلية، وينشأ الشلل عند تهتك عدة خلايا.
         و النمط 1 أكثر حدوثاً للإصابة بالشلل، ويشاهد في معظم الأوبئة . ويتجه هذا الفيروس مباشرة إلى مهاجمة الخلايا العصبية الحركية في النخاع الشوكي والدماغ، مما ينتج عنه إتلافها ..
         عند الإصابة بهذا الفيروس يوجد ثلاث احتمالات لمراحل المرض، وتختلف على حسب مناعة الطفل المصاب:
المرحلة الأولى: قد يصل الفيروس إلى الحنجرة فقط ويتوقف هناك ولا تظهر أي أعراض على الطفل وذلك بسبب مناعة الطفل الطبيعية أو بسبب إصابة الطفل سابقا ً فأصبح لديه مناعة داخلية أو أن الطفل قد سبق تطعيمه باللقاح المضاد للمرض. وفي هذه الحالة، لا تظهر على الطفل المصاب أي علامات مرضية ويكون حامل للفيروس فقط.
المرحلة الثانية: يتعدى الفيروس الحنجرة ويصل إلى الجهاز الهضمى ومنه إلى الدم ويقف أيضا ً هناك بسبب وجود الأجسام المضادة التي تكونت بعد دخول الفيروس إلى الدم. في هذه الحالة، تظهر على المصاب بعض العلامات والأعراض تتمثل في ارتفاع الحرارة والقيء وتصلب عضلات الرقبة والظهر. تختفي هذه الأعراض بعد عدة أيام بلا أي أضرار آخرى.
المرحلة الثالثة:يتسلل الفيروس إلى الجهاز العصبي للطفل ويصيب الخلايا الحركية في النخاع الشوكي بالتلف، وفي هذه الحالة يُـصاب الطفل بشلل في الأطراف السفلى من جسمه خصوصا
تظهر على الطفل بعد إصابة الجهاز العصبي بعض الأعراض وتتمثل في ارتفاع درجة الحرارة والصداع مع وجود آلام عامة، غثيان وقيء، وقد يعاني من تشنج العضلات، يعقب ذلك مرحلة الشلل. تستمر الأعراض العامة للمرض لمدة ثلاث أسابيع تقريبا ً، تختفي بعدها تاركة الإعاقة الدائمة للطفل في هذه الحالة ..
         تؤكد المعلومات المتاحة أن فيروس السنجابية poliovirus لا يصيب إلا البشر فقط . فلا ينتقل هذا الفيروس من شخص إلى آخر وهو ينتشر أساساً عن طريق وصول التلوث البرازي إلى الفم ، ولا سيما في المناطق التي يتدنى فيها مستوى النظافة الصحية . والرضع والأطفال دون السنة الخامسة من العمر . ولقد كان المرض موجوداً في جميع بلدان العالم قبل استخدام اللقاحات المضادة لشلل الاطفال . ومنذ ذلك الحين أخذ المرض يختفي في البلدان التي طبقت برامج وطنية قوية للتمنيع (التطعيم ) على نطاق واسع .
وفي كثير من البلدان يعتبر المرض موسمياً، إذ يكون أكثر حدوثاً في موسم ارتفاع الحرارة والرطوبة. وعندما يصاب أي شخص بنمط معين من فيروسات السنجابية فإنه يكتسب مناعة ضد هذا النمط تستمر طوال حياته . ولكن لا توجد مناعة تبادلية بين الأنماط المختلفة للفيروس .
         يتسم فيروس السنجابية بقدرة فائقة على الانتقال. فالتعرض لشخص يحمل العدوى في بيت سيء التهوية، قد يؤدي إلى معدل يكاد يصل إلى 100% لعدوى المخالطين غير الملقحين . ويكون المصاب بالعدوى أشد قدرة على نقلها أثناء الطور المبكر للعدوى وفي الحالات قبل بداية الأعراض وأثناء الأيام المبكرة للمظاهر السريرية .
ويمكن مشاهدة فيروس السنجابية في إفرازات الحلق في وقت مبكر يصل إلى 36 ساعة بعد التعرض للعدوى. كما يشاهد في البراز بعد 72 ساعة من التعرض.
كل شخص ليست لديه مناعة ضد المرض يمكن أن تصيبه العدوى. ويمكن اكتساب المناعة من خلال التطعيمات، وكذلك بعد الإصابة بالعدوى الطبيعية، سواء نتج عنها الشلل أم لم ينتج . ويعتقد أن المناعة الناجمة عن التطعيمات سوف تستمر طوال الحياة . أما المواليد الذين يولدون لأمهات محصنات بالمناعة، فإنهم يحملون أضداداً (أجساماً مضادة) تحميهم من شلل الأطفال بضعة أسابيع يصبحون بعدها معرضين للعدوى، إذا لم يكن قد بدأ تطعيمهم .
         معدل الوفاة بين المصابين بشلل الاطفال (التهاب سنجابية النخاع) منخفض، وعادة أقل من 50% ، وغالباً ما تنجم الوفاة عن فشل الجهاز التنفسي .
         أما الشفاء من الإصابات الشللية فيتوقف على مدى تأثر العضلات . فبعد بداية المرض بستة أسابيع يختفي معظم التلف العصبي القابل للتحسن . أما العضلات التي تظل مشلولة بعد الأسابيع الستة فيرجح أنها تبقى مصابة بشلل دائم . وأي تحسن قد يحدث بعد ذلك سوف يكون طفيفاً ، ويعتمد على تضخم حجم العضلات وتدريبها، وليس على استعادة وظائف الخلايا العصبية .
         برامج رعاية المشلولين في المملكة العربية السعودية
         إن خدمات تأهيل المعوقين ورعايتهم في المملكة ـ شأنها في ذلك شأن أي برنامج تنموي في كافة قطاعات الدولة ـ نالت اهتماماً كبيراً من لدن خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ وحكومته الرشيدة، فقد شهدت السنوات العشرون الماضية توسعاً رأسياً وأفقياً كبيراً في هذا المجال، حيث قفزت أعداد مراكز تأهيل المعوقين من اثنين فقط قبل عام 1402هـ لتصل إلى ستة وعشرين مركزاً للتأهيل ومؤسستين لرعاية الأطفال المشلولين، يقدم من خلالها كل أنواع الرعاية والعناية والتأهيل.
         وتختص مؤسسات رعاية الأطفال المشلولين بتقديم الرعاية الطبية والصحية والاجتماعية النفسية والتعليمية للأطفال المشلولين ومن في حكمهم من المصابين بعاهات خلقية أو مرضية تعوقهم عن الحركة الطبيعية بهدف تنمية ما لديهم من قدرات وإعدادهم لتقبل إعاقاتهم والعمل من أجل تأهيلهم وتكيفهم اجتماعياً ونفسياً.
وتؤدي مؤسسات رعاية الأطفال المشلولين مهامها لخدمة هذه الفئة عن طريق وسائل وسبل متعددة تكفل توفير الرعاية السليمة التي تتفق مع احتياجاتهم وظروف إعاقاتهم وذلك من خلال الآتي:
         أ) الرعاية المؤسسية :
         يلقى الأطفال المشلولون داخل مؤسسات رعاية الأطفال المشلولين بجانب الإيواء الكامل برامج الرعاية الاجتماعية الشاملة وخدمات العلاج الطبيعي والعناية الشخصية بالإضافة إلى البرامج الثقافية والرياضية المناسبة والبرامج الترفيهية، وكذلك إجراء العمليات الجراحية لدى المستشفيات المتخصصة، كما يستفيد من خدمات العلاج الطبيعي وخدمات الرعاية الصحية في المؤسسة الأطفال المشلولون المقيمون لدى أسرهم.
         ب) أطفال القسم الخارجي "الرعاية النهارية" : وهؤلاء الأطفال يتلقون إعانات مالية ويعيشون بين أهلهم وذويهم إلا أنهم يحضرون إلى المؤسسة يومياً للاستفادة من الخدمات التعليمية والتأهيلية في المؤسسة.
         ج) برنامج الإعانات: من المسلم به أن الرعاية الأسرية أفضل وأجدى من الرعاية المؤسسية، لذا فإنه يستحسن أن يظل الطفل المشلول في رعاية أسرته الطبيعية متى ما توفرت لديها إمكانات رعايته والاستعداد الكامل لإشباع احتياجاته وذلك كي يبقى الطفل متمتعاً بالحنان الطبيعي في محيط أسرته.
         وتمكيناً لأسر الأطفال المشلولين من توفير احتياجاتهم فإن الدولة تقدم إعانات مالية لهذه الأسر حسب حالة الطفل وحاجة أسرته. وقد بدأت خدمات هذا البرنامج في 1/12/1399هـ.
شروط القبول مؤسسات رعاية الأطفال المشلولين
1.    أن يكون الطفل سعودياً ولا يقل عمره عن ثلاث سنوات ولا يزيد على 15 سنة.
2.    أن يكون الطفل مشلولاً أو مصاباً بعاهة خلقية أو مرضية تعوقه عن الحركة الطبيعية.
3. أن تثبت الفحوص الطبية والبحوث الاجتماعية والنفسية حاجته لخدمات المؤسسة.
كرمت مؤسسة رعاية الأطفال المشلولين بالرياض ابنها البطل العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة عبدالرحمن بن حسن الحمدان والذي حقق انجازين كبيرين في بطولة الأولمبياد الدولي السابع لذوي الاحتياجات الخاصة 2007والمقامة في شنغهاي الصينية وقد حصل على 10ميداليات، منها 7 داخلية و 3 دولية وميداليتان في بطولة العالم للألعاب الصيفية.
وقد أشادت جرائد صينية وقناتان صينيتان به، كما نظم استفتاء شارك فيه مندوبو 64دولة لاختيار 10لاعبين مثاليين اختير عبد الرحمن من ضمنهم .

الإعاقة البصرية:
*   تستخدم ألفاظ كثيرة في اللغة العربية للتعريف لشخص الذي فقد بصره ومنها :
كلمة الأعمى :
وتشير إلى الضلالة، ومجازاً يقال في فقد البصر أعمى.
*    ولفظ الأكمة : مأخوذ من الكمه، واهو العمى قبل الميلاد .
وفي لسان العرب يشير لفظ العمى إلى التحير والتردد، وقيل التردد في الضلالة والتحير في منازعة أو طريق. ويقال العمة في افتقاد البصر والبصيرة ، وقيل أن العمة في البصيرة كالعمى في البصر .
وكلمة الضرير : فهي بمعنى الأعمى، لان الضرار ه
و العمى ، و الرجل الضرير هو الرجل الفاقد لبصره
وكلمة العاجز : فتطلق على المكفوف.
وكلمة الكفيف أو المكفوف : فأصلها من الكف ومعناها المنع . والمكفوف هو الضرير وجمعها ال
مكفوفين.
*   من وجهة نظر الأطباء يحدد مفهوم الشخص المعاق بصرياً بأنه:
*   ذلك الشخص الذي لا تزيد حدة الأبصار Visual Acuity عن 20/200 (6/60) قدم في احسن العينين أو حتى باستعمال النظارة الطبية، وهذا التعريف هو التعريف المعتمد قانونياً في الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية .
أما منظمة الصحة العالمية فإنها تعتمد درجة مختلفة . فالكفيف وفق معيارها هو من تقل حدة إبصاره عن (3/60) . ولو حاولنا ترجمة ذلك وظيفياً فإنه يعني أن ذلك الشخص لا يستطيع رؤية ما يراه الإنسان سليم البصر عن مسافة (60) متراً إلا إذا قرب له إلى مسافة (3) أمتار . ويشيع استخدام تعريف منظمة الصحة العالمية في الدول الأقل نمواً.
*   التعريف التربوي يشير إلى أن الشخص الكفيف، هو ذلك الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب إلا بطريقة برايل Braille Method
أما ضعاف البصر فهم الأفراد الذين يستطيعون قراءة المادة المطبوعة على الرغم مما قد تتطلبه هذه المادة أحيانا من بعض أشكال التعديل (على سبيل المثال، تكبير حجم المادة ذاتها أو استخدام عدسات مكبرة)
مظاهر الإعاقة:
حالة قصر النظر Myopia
وتبدو مظاهر هذه الحالة في صعوبة رؤية الأشياء البعيدة لا القريبة ، ويعود السبب في مثل هذه الحالة إلى سقوط صورة الأشياء المرئية أمام الشبكية ،وذلك لأن كرة العين Eye Ball أطول من طولها الطبيعي، وتستخدم النظارات الطبية ذات العدسات المقعرة Concave Lens لتصحيح رؤية الأشياء ، بحيث تساعد هذه العدسات على إسقاط صورة الأشياء على الشبكية نفسها.
*   حالة طول النظر Hyporopai :
وتبدو مظاهر هذه الحالة في صعوبة رؤية الأشياء القريبة لا البعيدة ، ويعود السبب في مثل هذه الحالة إلى سقوط صورة الأشياء المرئية خلف الشبكية وذلك لأن كرة العين اقصر من طولها الطبيعي ، وتستخدم النظارات الطبية ذات العدسات المحدبة Convex Lens لتصحيح رؤية الأشياء بحيث تساعد هذه العدسات على إسقاط صورة الأشياء على الشبكية نفسها.
حالة صعوبة تركيز النظر (اللابؤرية) Astigmatism
*   وتبدو مظاهر هذه الحالة في صعوبة رؤية الأشياء بشكل مركز Notion Focus أي صعوبة رؤيتها بشكل واضح ، ويعود السبب في مثل هذه الحالة إلى الوضع غير العادي أو الطبيعي لقرنية العين أو العدسة ، وتستخدم النظارات الطبية ذات العدسات الأسطوانية لتصحيح رؤية الأشياء ، بحيث تساعد مثل هذه العدسة على تركيز الأشعة الساقطة من العدسة وتجميعها على الشبكية.
الجلاكوما Glaucoma
*   يعرف مرض الجلاكوما في كثير من الأحيان باسم الماء الأزرق ، وهي حالة تنتج عن ازدياد في إفراز السائل المائي الموجود في القرنية الأمامية (الرطوبة المائية) ، أو يقل تصريفه نتيجة لانسداد القناة الخاصة بذلك ، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل مقلة العين ، والضغط على العصب البصري الذي ينتج عنه ضعف البصر . ويعد هذا المرض سبباً من أسباب الإعاقة البصرية لدى كبار السن من المعاقين بصرياً ، ونادراً ما يكون سبباً للإعاقة البصرية لدى صغار السن المعاقين.
عتامة عدسة العين Cataract
*   ويشار لها في أحيان كثيرة باسم (الماء الأبيض). وتنتج عتامة عدسة العين عن تصلب الألياف البروتينية المكونة للعدسة مما يفقدها شفافيتها . والغالبية العظمى من الحالات تحدث في الأعمار المتقدمة . وتتلخص أعراض عتامة العدسة ، بعدم وضوح الرؤية والإحساس بأن هناك غشاوة على العينين مما يؤدي إلى الرمش المتكرر أو رؤية الأشياء وكأنها تميل إلى اللون.
أسباب الإعاقة البصرية:
تقسم أسباب الإعاقة البصرية إلى مجموعتين رئيسيتين هي :
1 - مجموعة أسباب مرحلة ما قبل الميلاد
Pre-natal Causes :
يقصد بها كل العوامل الوراثية والبيئية التي تؤثر على نمو الجهاز العصبي المركزي والحواس بشكل عام ولا يمكن الوقاية من الإعاقات البصرية التي ترجع إلى ظروف تحدث فيما قبل الميلاد إلى أن يتم فهم العلاقات السببية بين هذه العوامل وبين الإعاقة البصرية بشكل أفضل.
وتعتبر المعلومات العلمية قاصرة عن العوامل الوراثية
.
*   - مجموعة أسباب ما بعد مرحلة الميلاد Post-natal Causes :
ويقصد بها مجموعة العوامل التي تؤثر على نمو حاسة العين ووظيفتها الرئيسية الإبصار، مثل العوامل البيئية كالتقدم في العمر ، وسؤ التغذية ، والحوادث والأمراض ، التي تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الإعاقة البصرية وما يقرب من 16% من الإعاقات البصرية عند الأطفال والشباب ترجع إلى عوامل غير محددة وتحدث فيما بعد الميلاد ومن هذه الأسباب التي قد تؤدي إلى الإعاقة البصرية المياه البيضاء ، والمياه السوداء ، مرض السكري ، أمراض الشبكية ، أمراض العدسة ، التهابات العين ، الحول ، الحوادث ، وأسباب أخرى
الأطفال الأكثر عرضة للإعاقة البصرية هم :
*   المصابين بأمراض وراثية أو عيوب خلقية متعددة.
*   الأطفال المبتسرين .
*   الأطفال المولودين لأسر بها بعض الأمراض التي قد تنتشر وراثياً مثل ورم الشبكية الخبيث وقصر النظر الشديد.
*   الأطفال المصابين ببعض الأمراض العامة التي قد تؤثر على العين مثل اضطرابات الجهاز المناعي .
*   في حالة إصابة الأم ببعض الأمراض أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية والتوكوبلازما.

ملامح الإعاقة البصرية :
*   يعتمد تأثير المشاكل البصرية على مدى حدة فقد البصر، نوع فقد الشخص له (كلياً أم جزئياً)، السن الذي فقد فيه، وظائف الأجهزة الأخرى عند الإنسان.
*   فإذا كان الطفل الصغير يعاني من ضعف الرؤية وليست لديه النزعة الاستكشافية للأشياء من حوله في البيئة، يفقد فرص تعلم الأشياء، لأن الطفل يبني خبراته من خلال التعلم واكتساب الخبرات ممن حوله مع تقليدهم وإذا لم يستطع رؤية من حوله من الأصدقاء أو الأقارب فلن يستطيع التقليد أو أن يفهم الإيماءات غير الشفهية وبذلك تخلق أمامه نوعاً من عدم الاستقلالية.
*   وبالنسبة للشخص الفاقد لبصره بشكل جزئياً هناك وسائل عديدة من أجهزة الكمبيوتر، شرائط الفيديو مخصصة له. أما لفاقدي البصر كلية أو من يعانون من ضعف حاد يمكنهم التعلم بواسطة مواد تعليمية مطبوعة بأحرف كبيرة، نسخ الكتب علي شرائط تعليمية، أو التعلم بطريقة برايل ( Braille